تصادف هذه الأيام ذكرى مرور 30 عاماً على تأسيس مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، تلك المؤسسة التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يوم 5 أغسطس 1992، فوضع بذلك العمل ركيزةً مهمة جداً في تاريخ العمل الإنساني في دولة الإمارات العربية المتحدة. إنها خطوة بالغة الإنسانية تخصصت في تقديم العون بكل معانيه الإنسانية. وأدخل رصيداً مهماً على هذا الصعيد في الداخل والخارج. وتم رصد ميزانية ضخمة هي الأكبر على مستوى المؤسسات الخيرية في العالم بأجمعه.

فكانت تلك الميزانية نقطة انطلاق قوية جداً على صعيد العمل الخيري المتنوع، فساهمت تلك المؤسسة بأعمال خيرية متعددة، فبدأت على الصعيد الداخلي فقامت بتقديم كل أنواع الدعم والمساعدة لكل من يحتاجها في الدولة وأخذت تبحث عن مستحقيها ومحتاجيها في كل مكان، داخل الإمارات وخارجها.. هذه المؤسسة الخيرية لم تنتظر طلب المحتاجين للمساعدة ولكن سبقتهم فسجلت بادرة غير مسبوقة على مستوى العالم.

واهتمت المؤسسة بإنشاء الصروح العلمية والتعليمية الصحية والاجتماعية في الدولة، وغطت مشاريعها الخيرية والريعية جميع أنحاء المعمورة. وشهد لها الجميع بهذا النشاط غير المسبوق، وبذلت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية من خلال بداية إنشائها الكثير من المشاريع، ومازالت حتى يومنا هذا مستمرة في تقديم كل ما يتوقعه المرء من مساعدات.

ومن ناحية أخرى، فقد قامت المؤسسة بالتوسع خارج حدود الدولة بدعم مختلف الشؤون العملية، وأقرت الخطط الاستراتيجية والتطورات المستقبلية لتفعيل المبادئ والقيم الإنسانية لرسالة المؤسسة وتحقيق رؤيتها وتطلعاتها على الصعيد الخيري خارج نطاق الدولة. فكانت لها بصمة غير مسبوقة أيضاً على هذا الصعيد الإنساني بتقديم يد العون لكل محتاج في العالم، ووصلت أنشطتها أكثر من 188 دولة حول العالم دون تمييز، وتطلعت خلال تلك الأنشطة إلى البعد الإنساني، ومد يد العون من الإنسان لأخيه الإنسان، وضربت أروع الأمثلة في العطاء الإنساني.

ولعلنا نذكر هنا بأن ما يميّز العمل الإنساني الإماراتي عن غيره هو كون المساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية تجري بعيداً عن أي اعتبارات سياسية أو أيديولوجية، إذ لا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات بأيه حسابات للدول المستفيدة ولا البقعة الجغرافية، ولا يتم توزيعها وفق أية اعتبارات تتعلق بالعِرق أو اللون أو الطائفة والديانة، بل هو بادرة وجانب إنساني بحت.. فالإمارات لم تتوانَ يوماً عن مدِّ يد العونِ للمحتاج بصرف النظر عنْ أيّ اعتبار آخر، فبوركت تلك الجهود الإنسانية وغفر الله للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على تلك البادرة الإنسانية.

* كاتب كويتي