بينما تستعد ولاية كاليفورنيا لموسم حرائق غابات آخر مدمر، يحدو مسؤولو الولاية وبعض المدافعين عن البيئة الأمل في إيجاد حل غير متوقع للحد من الحرائق: مصنع نشارة جديدة قيد الإنشاء بالقرب من بحيرة تاهو.
بدأت شركة «تاهو فوريست برودكتس» الشهر الماضي في بناء منشرة خشب بقيمة 10 ملايين دولار في كارسون سيتي، نيفادا، التي تقع على الجانب الآخر من حدود كاليفورنيا على الجانب الشرقي من بحيرة تاهو. وستكون المنشرة الأولى بهذا الحجم التي يتم بناؤها في المنطقة منذ ما يقرب من قرن، وفقاً للمسؤولين عن المشروع. يقول العديد من العلماء إن هناك حاجة ماسة إلى مشاريع للحد من حجم الغابات في مواجهة تغير المناخ، ويعتقد مؤيدو المصنع الجديد أنه سيُحدث تأثيراً كبيراً في التعامل مع حرائق الغابات في منطقة كثيفة الغابات تعرضت للتهديد العام الماضي بسبب حريق هائل.
قال فورست شيفر، مدير قسم الموارد الطبيعية في كاليفورنيا تاهو كونسيرفانسي (إدارة الحفاظ على الأراضي)، وهي وكالة حكومية: «لقد صُدمت عندما سمعت النبأ. فمن النادر حقاً أن نرى نجاحاً كهذا، والذي سيُحدث فرقاً حقيقياً في بحيرة تاهو بشكل عام».

لقد أدت سياسات إخماد الحرائق، والتي استمرت قرناً، إلى جعل الغابات ممتلئة بأشجار أصغر. في حين أن حرائق الغابات هي جزء من النظام البيئي الطبيعي، فإن ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم الجفاف يؤديان إلى حرائق متفجرة تقضي على الغابات. جزء من الحل، وفقاً للعديد من علماء البيئة وخبراء الترميم، هو تكثيف عملية إزالة الأشجار الأصغر سناً من الغطاء الخضري لأرض الغابة، مع إدخال نيران محددة في نفس الوقت وتجربة استراتيجيات زراعة جديدة.

ومع ذلك، فإن مناشر الأخشاب - الأماكن التي يأخذ إليها الحطابون تلك الأخشاب - قليلة ومتباعدة في كاليفورنيا. وقد لعبت فترات الركود الاقتصادي وتوحيد الصناعة في مصانع أكبر حجماً دوراً، كما انخفضت عمليات قطع الأخشاب. هناك عوامل متعددة وراء هذا الاتجاه، بما في ذلك الحماية الفيدرالية للأنواع المهددة بالانقراض، والتي قيدت قطع الأشجار في الأراضي العامة. في منطقة بحيرة تاهو، تقع أقرب وجهة على بعد أكثر من 100 ميل، وفقاً لإيمي بيري، الرئيس التنفيذي لصندوق تاهو، وهو مؤسسة خيرية تدعم المشاريع البيئية.

كان إبطال عمل مصانع نشر الأخشاب بمثابة انتصار للناشطين في مجال البيئة وعلماء بيئة الغابات، حتى قبل بضع سنوات. ولا أحد يريد أن يرى نوع قطع الأشجار الذي دمر الغابات القديمة في معظم القرن العشرين. لكن الإجماع العلمي يتحول الآن نحو القبول - بل والتشجيع - لقدر معين من قطع الأشجار.
قال جون باتلز، أستاذ بيئة الغابات في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: «هناك أدلة كثيرة على أننا إذا لم نفعل شيئاً، فسنفقد كل شيء. ستعاني الغابات من خسائر فادحة لدرجة أننا لم نعد نحمي الأنواع. نحن نعرضها للخطر».
شركة «تاهو فوريست برودكتس» منشأة تعالج ما يقرب من 40 إلى 50 مليون قدم من الخشب المنشور سنوياً - وهي عملية متواضعة مقارنة بالعديد من المصانع الأخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة. قال جون شين، الرئيس التنفيذي للشركة، إن عملية كارسون سيتي ستبدأ في معالجة جذوع الأشجار في أوائل عام 2023. وستنتج أخشاب البناء وأعمدة السياج ومنتجات أخرى لبيعها لموزعي ويست كوست.
سيتم في البداية أخذ معظم الأخشاب من الأشجار التي دُمرت في حريق «كالدور» الهائل الذي اندلع عبر 221 ألف فدان في منطقة تاهو في عام 2021.
وبعد الانتهاء من هذا الإمداد، سيعمل المصنع بشكل أساسي على معالجة الأشجار ذات القطر الأصغر التي يقول الخبراء إنها تثقل كاهل غابات كاليفورنيا، مما يؤجج أنواع حرائق الغابات التي تدمر المناظر الطبيعية تماماً. قال شين إنه إذا لم يتغير شيء، فإن هذه الحرائق قد تشكل خطراً على طول عمر مناشر الخشب.
وأضاف: «إنني قلق من أن أحد عوامل عدم الأمان في هذا المشروع هو أنه سيكون هناك الكثير من الحرائق في «سييرا نيفادا» بحيث ينخفض المخزون المتنامي إلى حيث لم نعد نزرع الكثير بعد الآن».
ساعد صندوق تاهو في عقد اجتماعات مع قادة مشروع منشرة خشب، بما في ذلك شين وكيفين ليري، الرئيسة التنفيذية لشركة «هالادور انفيستمينت أدفيزورز Hallador Investment Advisors الاستثمارية الخاصة ومقرها رينو. عام 2021، تم تكليف الشركة بإجراء دراسة فحصت كمية الإمدادات التي ستكون متاحة لتشغيل منشرة الأخشاب في المنطقة. واستشهدت بالتمويل والتخطيط الأخير من قبل ولاية كاليفورنيا وخدمة الغابات الأميركية لزيادة علاجات تقليل الوقود مثل التخفيف وكذلك الحرائق الموصوفة. قالت بيري، من صندوق تاهو، إن هذا الدعم يجب أن يساعد في الحفاظ على تدفق إمداد الأخشاب لمنشرة الخشب، مع إشراف المنظمين البيئيين.

وأضافت:«لكل فرد دور يلعبه هنا»، سيتم بناء منشرة «كارسون سيتي» على أرض مملوكة لقبيلة واشو في نيفادا وكاليفورنيا. وقالت ويندي لوميس، المديرة التنفيذية للذراع التجاري للقبيلة، إن المشروع يهدف إلى توظيف أفراد القبائل في الوظائف التي ستكون متاحة في المنشرة.
وأضافت لوميس:«عندما نبحث عن مشاريع، فإن أولويتنا الأولى هي دعم رؤية القبيلة وبيان مهمتها لمساعدة أمنا الأرض. والأمر الثاني هو تنمية القوى العاملة. لذلك فإن هذا يحقق كلا الأمرين».
قدم العديد من المجموعات البيئية وخبراء الترميم دعماً حذراً لأنواع مشاريع التخفيف التي من المفترض أن تساعدها المنشرة الجديدة. قال متحدث باسم منظمة «نيتشر كونسيرفانسي» Nature Conservancy، وهي أكبر منظمة غير ربحية بيئية في الولايات المتحدة، إنه على الرغم من أن المنظمة لم تؤيد مشروع مدينة كارسون على وجه التحديد:«يمكننا أن نتصور مستقبلاً يمكن أن تساعد فيه المنشرة ذات القطر الصغير، في موقعها وحجمها المناسب، على توسيع نطاق جهود استعادة الغابات». كما يدافع تحالف «سييرا نيفادا»، وهو منظمة بيئية غير ربحية مقرها في منطقة تاهو، عن استعادة الحالة الجيدة للغابات.

لورا بليس
مراسلة موقع بلومبيرج في سان فرانسيسكو
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست نيوز سينديكيت»