من المتوقع أن يرتفع منسوب المياه على نهر الراين نهاية هذا الأسبوع، الأمر الذي قد يؤدي إلى بعض الانفراج في أزمة عطّلت شحن منتجات الطاقة وسلع أخرى على واحد من أهم أنهار أوروبا. 
العلامة في «كوب»، وهي عبارة عن إحداثية ونقطة ضيقة وضحلة على الطريق غرب فرانكفورت، من المتوقع أن ترتفع إلى 67 سنتمترا بحلول 22 أغسطس، كما تُهر بيانات الحكومة الألمانية. وذلك بالمقارنة مع المستوى الحالي الذي يناهز 36 سنتمترا. 
المستوى ليس هو العمق الحقيقي للمياه، التي يمكن أن تكون أعمق من ذلك بعدة أمتار، وإنما مقياس لقابلية الملاحة على النهر. فعند مستوى 40 سنتمترا أو أقل، تجد العديد من السفن أنه من غير المجدي اقتصاديا عبور هذا الجزء من الممر المائي. 
والأكيد أن الأزمة ما زالت بعيدة عن نهايتها، حيث ستضطر بعض السفن على الأقل إلى تقليص حمولتها إذا كانت ستمر عبر تلك النقطة. انخفاض منسوب المياه، والذي يُعد نتيجة للأحوال الجوية الحارة والجافة، يساهم حاليا في مفاقمة أزمة تاريخية في إمدادات الطاقة تؤجج التضخم عبر الاتحاد الأوروبي وتهدد بدفع بعض من أكبر اقتصادات المنطقة نحو الركود. 
أسعار الطاقة في المنطقة وأسعار الشحن على متن السفن عبر طول النهر تظل قريبة من مستويات قياسية. وفي هذا السياق، قالت شركة فورد يوم الأربعاء إنها حدّت من حمولات السفن من مدينة كولونيا الألمانية – من حيث ترسل المركبات إلى موانئ في بلجيكا وهولندا – بما يصل إلى 30٪ بسبب انخفاض منسوب مياه النهر، ولكنها زادت بالمقابل من وتيرة الشحنات. 
ويُعد نهر الراين، الذي يمتد من سويسرا إلى بحر الشمال، ممرا مائيا أساسيا لنقل السلع عبر بعض من أكثر المناطق احتضانا للصناعة الثقيلة في القارة. وقد شمل ذلك في سنة 2020 نحو 28 مليون طن من منتجات الزيوت المعدنية، و19 طن من المواد الكيماوية، و17 طن من الفحم، وذلك وفقا لأحدث تقرير صادر عن «اللجنة المركزية للملاحة على نهر الراين». 
ووفق سكرتارية «اللجنة المركزية للملاحة على نهر الراين»، فإن التقلبات الضخمة في الأسعار واختلاف الأحجام يجعلان من الصعب جدا تحديد قيمة حالية لكل السلع التي شحت على نهر الراين. إذ تعرف أسعار الطاقة تقلبات كبيرة، حيث ارتفعت العقود الآجلة للفحم إلى مستوى قياسي هذا الأسبوع وسط خفض روسيا لإمداداتها من الغاز الطبيعي. 
وفضلا عن ذلك، تُفاقم حربُ موسكو في أوكرانيا تأثير أزمة انخفاض مستوى المياه عبر تخصيص بعض السفن لنقل الحبوب من أوكرانيا إلى غرب أوروبا، تقول المنظمة. 
هذا ومن المتوقع أن تشهد ألمانيا تساقط أمطار خلال الأيام المقبلة، رغم أن الفرج قد يكون قصير الأمد. إذ يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في البلاد الأسبوع المقبل، وفقا لشركة التوقعات الجوية «ماكسر تكنولوجيز إنك».
وفي هذا الإطار، قالت «هيئة نهر الراين للممرات المائية والشحن» في بيان لها: «في غضون الأيام القليلة المقبلة، سيرتفع منسوب المياه من جديد في كل روافد الراين نتيجة التساقطات المعلن عنها»، في إشارة إلى الأجزاء الوسطى والسفلى من النهر. 
وأضافت قائلة: «إن التوقعات للأربعة عشر يوما تشير علاوة على ذلك إلى أن منسوب المياه سيرتفع بحوالي 50 سنتمترا بحلول نهاية الأسبوع المقبل، ولكنه سينحسر بعد مرور الموجة». 
إذ من المتوقع أن تكون العلامة في «كوب»، حتى بعد نهاية الأسبوع، دون متوسط خمس سنوات الذي يناهز 1.7 مترا. 
وعلى نحو منفصل، بات نهر الراين مفتوحا الآن في كلا الاتجاهين بعد أن تم قَطْر سفينة أصيبت بعطل يوم الأربعاء، وذلك وفقا لمتحدث باسم «هيئة نهر الراين للممرات المائية والشحن». الحادث، الذي لم تكن له أي علاقة بانخفاض منسوب مياه النهر، كان قد تسبب في عرقلة حركة الملاحة مؤقتا بين «ساينت جور» و«أوبرفيسل» بالقرب من «كوب».

جاك ويتلز وبريان وينجفيلد

صحفيان أميركيان 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست نيوز سينديكيت»