ليس بعيداً أن تفتتح الإمارات قريباً مدرسة خاصة بإدارة الفنادق والضيافة والسياحة. لم لا وفيها كل مقومات النجاح لذلك. وكما أرى فإن ذلك سيتحقق حتماً وقريباً، وخصوصاً بعد أن شاهدت التقرير الذي بثته محطة (سي. إن. إن) عن إمارة أبوظبي وما فيها من حصون ومواقع تراث عالمي.
لم أخفِ سعادتي بالتقرير الذي لفتني فيه المراسل الذي طاف في عدة أماكن من مدينتي أبوظبي والعين حيث – كما قال – توجد بعض من جواهر الأجيال الماضية الأكثر سحراً، ومن بينها المتحف الحي الذي يكرّم الجذور البدوية في البلاد. لم يغفل التقرير الحديث عن العين التي كانت واحة حيوية على طريق القوافل بين الإمارات وعُمان، وهي الآن موطن عدة مواقع محمية من قبل اليونيسكو.
أنعش التقرير معلوماتي وأعادني إلى أيام الشباب وهو يستعرض صوراً حية لقصر الحصن الذي اعتدت على زيارته بين حين وآخر كلما ذهبت إلى مسقط رأسي العين. والتقرير الذي فتح شهيتي على القراءة جعلني أتجول في محرك البحث جوجل لأجد دراسة حديثة أجرتها سلسلة الفنادق البريطانية (بريميير إن) حول رغبة الناس بالسفر إلى دبي لتميزها بأشعة الشمس الساطعة طول العام وأسلوب الحياة الفاخر فيها، وعليه فقد تم تصنيف الإمارات على أنها الوجهة الأولى في العالم لقضاء العطلات، متقدّمةً بذلك على غيرها من مدن شهيرة حول العالم، وخصوصاً مدينة دبي المدينة الحديثة، والتي فيها من المنتجعات والمتاجر والمطاعم والشواطئ ما يسر الخاطر، حيث يمكن للسائح تجربة أنشطة مختلفة في منطقة يمكن الوصول إلى أرجائها بفضل شبكة النقل الجيدة والحديثة.
منذ عقدين تقريباً استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة، على امتداد إماراتها السبع، والتي تتميز بمقومات تاريخية وحضارية وثقافية وإنسانية أن تحظى بموقع مهم على خارطة السياحة العالمية، ففرضت نفسها ونجحت في اجتذاب السائحين من مختلف الجنسيات، مستفيدة من بنيتها التحتية المتطورة والمنتجعات والفنادق ومراكز التسوق والمسارح والمعالم المميّزة المبنيّة على أحدث الطرز، إلى جانب ما فيها من حدائق وشواطئ ومواقع تراثية، ولا شك أن الأمان المتوافر في كل بقعة عندنا يعزز مكانة الإمارات سياحياً.
تملك الإمارات مقومات سياحية فريدة ومتنوعة، وهو ما يجعلها مفضّلة حتى بالنسبة للعائلات للاستمتاع والاستجمام وقضاء أجمل الأوقات، وهو ما يمنح الزائرين فرصة التعرف على مجتمعنا بعاداته الأصيلة التي ما تزال حية بالرغم من الحداثة التي تتميز بها الإمارات كبلد استطاع أيضاً جذب السائحين لحضور الفعاليات التي تقام فيه على مدار العام.
اللافت أن الإمارات وخلال الربع الأول من عام 2022 حققت نمواً في السياحة يفوق ما تم تسجيله حتى ما قبل كورونا، أي في الفترة نفسها من عام 2019، الأمر الذي يؤكد قوة وفرادة المنتج السياحي، وذلك في ظل ما توفره الإمارات من مواقع ومقاصد سياحية متنوعة، وخدمات رائدة، وبنية تحتية متطورة.
وتحت مظلة عنصر الأمان المتوافر في بلدنا والمشهود لها به عالمياً؛ نكسب أكثر فأكثر ثقة السائحين، من دون أن ننسى أنها الجهات المعنية في الإمارات تطبق القوانين الصارمة التي تضمن صحة وسلامة ضيوفها كما الحال بالنسبة لأهلها، مع تقديم أرقى الخدمات في كل الأماكن تقريباً، وكل ذلك جعل زيارة الإمارات بقصد السياحة وفي مختلف أيام العام رغبة الكثير من الأفراد والأسر، خصوصاً وأن الفعاليات الصيفية لا تقل أهمية عن الشتوية. ونحن نتحدث عن تطور صناعة السياحة في بلدنا؛ نؤكد على ضرورة تطوير كافة القطاعات التي تدعم القطاع السياحي وباستمرار، ليكون داعماً رئيساً للاقتصاد الوطني.