احتدم التنافس بين كبار أثرياء العالم يوم الجمعة الماضي 17 سبتمبر، إذ تبادل ثلاثة منهم المركز الثاني خلال 24 ساعة، مما يسلط الضوء على تقلب الأسواق والصعود السريع للملياردير الهندي «جوتام أداني»، في قائمة يهيمن عليها أقطاب صناعة التكنولوجيا منذ فترة طويلة. ففي صباح الجمعة، تفوق «أداني» على قطب الأعمال الفرنسي «برنارد أرنو» ودفع «جيف بيزوس» مؤسس أمازون إلى الترتيب الرابع في قائمة فوربس اللحظية للمليارديرات. لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، إذ تراجع «أداني» إلى الترتيب الثالث، متقدما على بيزوس، بحلول بعد ظهر الجمعة.

وبحلول الخامسة مساء، بلغت قيمة ثروة أرنو 154.7 مليار دولار، يليه «أداني» بثروة 152.2 مليار دولار، وثم «بيزوس» بثروة قدرها 146.9 مليار دولار. إنها أرقام مذهلة بأي مقياس، لكنها تتراجع كثيرا مقارنة بثروة إيلون ماسك التي بلغب 273.2 مليار دولار. تتوزع حافظة شركات واستثمارات أداني، رئيس مجموعة أداني متعددة الجنسيات، بين شركات لتعدين الفحم وأخرى لمراكز البيانات وإدارة مطارات وللطاقة المتجددة.

وزادت ثروته خلال العام الماضي، في الوقت الذي تراجعت فيه قيمة شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى إلى جانب معظم الأسماء الكبيرة في بورصة وول ستريت. وأسهم مجموعة شركات «أداني» ارتفعت بسرعة صاروخية هذا العام مع ارتفاع أسعار الطاقة، ووجه المليارات لترسيخ قدمه في مجال الطاقة المتجددة.

لكن على الرغم من أن «أداني» يخطط للاستثمار بكثافة في الطاقة الخضراء، تماشياً مع دعوة رئيس الوزراء «ناريندرا مودي» لتحويل الهند إلى مركز لأنواع جديدة من الوقود، فإن معظم إيرادات المجموعة يأتي من الوقود الأحفوري، حسب تقارير بلومبيرج، مما يستدعي انتقادات لمزاعم الانتقال إلى الطاقة الخضراء. تضخمت ثروة «أداني»، في غضون أشهر، مع ارتفاع الطلب على الطاقة وتوافد المستثمرين إلى شركاته.

في فبراير، أصبح «أداني» أغنى رجل في آسيا. وزاد صافي ثروة «أداني»، الذي بدأ العام وهو في الترتيب 14 في مؤشر بلومبيرج للمليارديرات، لأكثر من الضعف، متخطية مليارديرات راسخين من أمثال «وارين بافيت» وبيل جيتس. نشأت إمبراطورية «أداني» في البداية من أعمال استيراد البلاستيك في الثمانينيات، وتوسعت إلى إدارة الموانئ والتجارة العالمية. واستمرت مظلة شركاته في التنوع، إلى شركات لإدارة المطارات، وأخرى لتعدين الفحم وشبكات توزيع الغاز في المدن.

وارتفعت أسعار أسهم «أداني انتربرايز»، الشركة الرئيسية، إلى أعلى مستوى على الإطلاق يوم الخميس، وزادت إلى أكثر من ضعف قيمتها منذ بداية العام، بما يعادل أكثر من 52 مليار دولار. وزادت أسعار أسهم «أداني باور»، شركة توليد الطاقة، أربعة أضعاف تقريبا منذ بداية عام 2022. وأحد مساعي «أداني» الاستثمارية الأحدث يتمثل في اقتحام مجال الطاقة النظيفة باستثمار قدره 70 مليار دولار.

وأبلغ «أداني» اجتماعاً لمجلس الأعمال الأميركي الهندي في وقت سابق هذا الشهر بأن «خفض درجة حرارة الكوكب -بشكل متساوي- ضروري ويمكن أن يكون أحد أكثر الاستثمارات ربحية في العقود القليلة القادمة». ويحتل «ماسك» قمة قائمة المليارديرات. وشارك «ماسك» في تأسيس ست شركات، أبرزها شركة تسلا لتصنيع السيارات الكهربائية وشركة سبيس إكس لتصنيع صواريخ الفضاء.

وتضم القائمة ايضا «أرنو»، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لإمبراطورية (إل.في.إم.إتش) التي تعمل في مجال مستحضرات التجميل والأزياء والسلع الفاخرة، ومن أشهر علاماتها التجارية لويس فيوتون، وكريستيان ديور، وسيفورا، ودوم بيرينيون وفنت بيوتي باي ريانا. وحقق «بيزوس» شهرته من شركة أمازون. وظل أغنى رجل في العالم حتى أطاح به ماسك الذي حقق ثروته من خلال شركة تسلا التي دخلت في سباق أسهم مثير في عام 2020. وتتوزع استثمارات بيزوس، وهو من عمالقة التكنولوجيا، بين التجارة الإلكترونية، والحوسبة السحابية، وغيرها.

كما أنه يمتلك شركة «إيروسبيس بلو أوريجين» و«واشنطن بوست». ويأتي في قائمة أكبر عشر مليارديرات كل من بيل جيتس بثروة تبلغ 104.6 مليار دولار ولاري إليسون بثروة قدرها 96.8 مليار دولار ووارن بافيت، بثروة 95.9 مليار دولار و«موكيش أمباني» بثروة 91.4 مليار دولار و«لاري بيج» وثروته 88.8 مليار دولار و«سيرجي برين» وثروته 85.2 مليار دولار.

حمزة شعبان*

صحفي يغطي شؤون التكنولوجيا.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست سينديكيت»