في اليوم الدولي لكبار السن الذي يصادف اليوم الأول من أكتوبر، تحتفي مؤسسة التنمية الأسرية كبقية المؤسسات الإماراتية، تأكيداً منها على أهمية دور كبار السن في دعم الترابط الأسري بين أفراد المجتمع، وبهدف تعزيز القيم التي تدعو إلى توقيرهم ورعايتهم، والاستفادة من خبراتهم أيضاً.
تخصيص يوم دولي لكبار السن من قبل الأمم المتحدة يعكس ضرورة التوعية المجتمعية بدور أبناء تلك الفئة العمرية الذين أسهموا في بناء وتنمية المجتمعات يوماً، كما يحث الحكومات على تلبية احتياجاتهم الأساسية والضرورية لتحقيق رفاههم والحفاظ على كرامتهم الإنسانية، وهو الأمر الذي كان للإمارات فيه دور السبق والريادة انسجاماً مع قيم المجتمع ومبادئه.
وبالنسبة لمؤسسة التنمية الأسرية، فإن فئة كبار السن من بين الفئات التي تهتم بها، وذلك لكونهم جزءاً لا يتجزأ من الأسرة كوحدة اجتماعية صغيرة. وبالتالي، فإن احتفاءها بهم يحمل رسالة للأبناء بضرورة إيلاء كبار السن الرعاية التي يحتاجون، والدعم الذي يستحقون. ثم إن الزيارة التي قام بها ممثلون عن المؤسسة لكبار السن في المؤسسات الصحية، هو تأكيد منها على ضرورة الالتفات لآبائنا الذي عملوا وأفنوا جلّ حياتهم في البذل والعطاء، ليس فقط لأسرهم، وإنما أيضاً لوطنهم، خصوصاً أنهم ينتمون إلى جيل عرف تماماً معنى الكدح والشقاء والتعب، وأسهم في بناء المجتمع والدولة، على حد سواء.
وبالعودة إلى دور الحكومة في رعاية كبار السن، فإننا نجد أن القوانين التي تبنتها الإمارات تشير إلى حرصها على توفير حياة كريمة لهم كجزء من حقوق مواطنتهم. ففي عام 2019، اعتمدت القانون الاتحادي رقم 9 الذي يكفل لهم تمتعهم بالحقوق والحريات الأساسية، وبالاستقرار النفسي والاجتماعي والصحي.
ثم أطلقت الحكومة مبادرات رائدة مهمة بهدف توفير الرعاية لكبار السن، فأُنشئت قاعدة بيانات لرصد العمر المتوقع لهم في الإمارات، وتمت زيادة الخدمات المخصصة لهم، ومن بينها خدمة الرعاية المنزلية، وخدمة العيادة المتنقلة المخصصة للمناطق البعيدة، ومراكز الإيواء التي تشرف عليها وزارة تنمية المجتمع، إلى جانب باقة امتيازات تُدرج في بطاقة الهوية، وكل ذلك يصب في هدف أساسي، وهو الارتقاء بجودة حياتهم، وتعزيز رفاههم.
وخلال جائحة كورونا، أثبت القطاع الصحي الإماراتي دوره الفاعل والحيوي في خدمة كبار السن، حيث وُفرت لهم خدمة الفحص المنزلي، مع تسهيل حصولهم على اللقاحات اللازمة، والتواصل معهم عن بُعد من خلال مبادرة (نحن أهلكم) التي حرصت على تقديم الدعم المعنوي للمصابين بالفيروس خلال فترة الحجر المنزلي.
وعلى صعيد آخر، طرحت الحكومة مبادرة الواقع الافتراضي اعتماداً على التقنيات الحديثة، والتي من خلالها يعيش كبار السن تجربة اجتماعية تسهم في تحقيق التواصل الفعال مع فئات المجتمع، خصوصاً مع محيطهم، كما تعمل تلك المبادرة على تعزيز الروابط الاجتماعية الرامية إلى الارتقاء بجودة حياتهم لكونها جزءاً من جودة حياة الأسرة، مع تأمين سبل الرعاية كافة لهم التي تضمن مشاركتهم المستمرة في المجتمع عبر توظيف طاقاتهم وخبراتهم.
إن احتفاء جهات رسمية عدة باليوم الدولي لكبار السن، يعكس سعي الحكومة لتوفير احتياجات لفئة مجتمعية بعينها لكونها لا تقل أهمية عن بقية الفئات، وحرصها على دفع المجتمع للعمل من أجل المشاركة في تأمين عيش كريم لكبار السن، والتعبير عن حجم التقدير لهم، ومساعدتهم في مختلف الظروف والأوقات، وهو ما ينسجم بالتأكيد مع قيم المجتمع الذي نعيش فيه، وعاداته التي نشأنا عليها، وأخلاقه التي تحث على احترام كبار السن والاعتراف بفضلهم.