لطالما كانت العلاقات الإماراتية المصرية قوية ومميزة على الدوام، إذ امتدت الروابط بين البلدين الشقيقين عبر فترات زمنية طويلة، وظلت دائماً تجمعهما الكثير من العادات والتقاليد وعلاقات المصير المشترك داخل منطقة الشرق الأوسط بكل ما مر عليها من تطورات وتحولات.

إنها علاقات وطدها قادة البلدين الشقيقين منذ عقود عديدة، وبتوجيه ورعاية من القيادتين فيهما يجري العمل على ترسيخها الآن أيضاً. وقد مرت العلاقات المصرية الإماراتية بمحطات هامة وحافلة بالإنجازات والمكاسب، مما أسهم بصورة مباشرة في ترسيخها، لاسيما بعد أن أصبحت إطاراً لمصالح ورؤى ومواقف مشتركة كثيرة. وقد ظلت العلاقات الإماراتية المصرية الوطيدة عابرةً للزمن وحقبه المتتالية، حتى أصبحت مثالاً للعلاقات الأخوية بين الدول التي تجمعها المشتركات والمصالح والمواقف.

وعلى المستوى الثقافي نقول بأن هذه العلاقات لطالما كانت مثالاً مهماً للعلاقات البنّاءة والمثمرة، إذ تعود إلى ما يقرب من مائة عام عندما كان يَقصد مصرَ أبناءُ الإمارات لكي ينهلوا من عطاء ثقافتها وعلومها في فترة كانت فيها «أم الدنيا» وجهةً يقصدها طلابُ العلم من كل حدب وصوب، وكانت فيها منارةً للثقافة والفكر والعلم والتعليم. واستمرت على هذا المنوال سنوات طويلة كوجهة أولى لأبناء الإمارات بغيةَ التزود من معارفها الكثيرة. وفي مرحلة لاحقة ساهم أبناء النيل في بناء النهضة التعليمية والثقافية في الإمارات، من خلال بعثات المدرسين المصريين خلال عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وما تلاهما، فأسهموا بشكل كبير ومهم في تكوين وعي الأجيال الجديدة كي تنطلق بعد ذلك في بناء نهضة بلدها وفق رؤية عصرية شاملة.

وقد كانت هذه العلاقات المثمرة والبنّاءة مثالاً ملهماً لباقي الدول العربية لتنمية مختلف أوجه التعاون الإيجابي فيما بينها، بما يحقق رفعةَ ونهضةَ ونمو الجميع. وفي هذه المناسبة، نسأل الله عز وجل أن يديم جسورَ المحبة بين الدولتين الشقيقتين، وأن يحفظ قائديهما الحكيمين، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وأن يسدد خطاهما على طريق الصواب والصلاح لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين.

*كاتب كويتي