تبدو السردية الإماراتية لاستنقاذ الكرة الأرضية، ماضية قدماً، عبر خطوات واثقة، لا في الداخل الإماراتي فحسب، بل في الإقليم، وحول العالم برمته. لقد باتت معركة الإنسانية حاسمة مع التغيرات الإيكولوجية، وهي معركة لا مجال فيها للهزيمة، والتي تعني فناء الجنس البشري من فوق سطح المعمورة. أمنا الأرض، تحتج على الأذى الذي نلحقه بها، بسبب الاستعمال غير المسؤول، وانتهاك خيراتها، وفي زمن الرأسمالية المتوحشة والليبرالية المنفلتة، نشأت أجيال معتقدة أن الأرض ملكية خاصة بها، وأنها هي المسيطرة عليها، ومباح لها أن تسلبها وتنهبها، قبل أن تقلب الطبيعة لنا ظهر المجن.
في كلمته خلال قمة المناخ، كوب 27، المنعقدة في مدينة السلام، شرم الشيخ المصرية، على شاطئ البحر الأحمر، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يؤكد على مواصلة الإمارات نهجها الخاص بخفض الانبعاثات في قطاع النفط والغاز.
لا تتحدث الإمارات بلسان حال التمني، وتتوقف رؤاها عند حدود الأحلام المخملية، بل تفكر بعزم، وتعمل بحزم، الأمر الذي رأيناه قبل بضعة أيام، في ظهور شراكة مهمة للغاية مع الولايات المتحدة الأميركية، بهدف إنتاج الطاقة النظيفة، والتي يحتاجها عالمنا المعاصر، حيث التحديات المعقدة، رابضة له خلف الباب، ومن بينها تغير المناخ الذي أصبح يؤثر على الأمن والاستقرار، والحديث لقائد الإمارات النهضوي.
تتعدد وتتجدد أبعاد خطط الإمارات، لجعل الكوكب الأزرق، موقعا وموضعا، للعيش الإنساني، غير أن الشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية، تتمثل في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة، تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط، في كل من دولة الإمارات والولايات المتحدة، ومختلف أنحاء العالم، بحلول عام 2035، وذلك بهدف تعزيز أمن الطاقة، ونشر تطبيقاتها.
تقوم الشراكة الإماراتية – الأميركية، على أربع ركائز، أولاها: الابتكار في مجال تخليق طاقة نظيفة، وإيجاد التمويل اللازم لتحويل الأفكار إلى مشروعات، والعمل على نشر الحلول والتقنيات، وتعزيز سلاسل الإمداد.
ثانيتها: التحكم في وإدارة كافة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان، وكلاهما عامل رئيس وأساس في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري.
ثالثتها: العمل في سياق تقنيات الطاقة النووية السلمية المتقدمة، والتي باتت تعد أحد الحلول المطلوبة لمواجهة وسائل الطاقة الأحفورية، سيما المفاعلات النمطية الصغيرة.
وتتمثل الركيزة الرابعة في خفض انبعاثات القطاعات الصناعية، سيما قطاع النقل والمواصلات، الأمر الذي يدعم مسيرة الإصلاح البيئي دون شك.
ما يميز الرؤية الإماراتية، أنها ليست براغماتية، قصيرة النظر، وإنما كوسمولوجية، تسعى في طريق صلاح حال البشرية برمتها، وهذا هو سر العطاء ونهر الخير الإماراتي المتدفق.
تخلق الشراكة الإماراتية – الأميركية، فرصاً واسعة لاستثمارات مشتركة ومجدية اقتصاديا في الدول الناشئة والنامية من خلال التركيز على دفع مسيرة العمل المناخي العالمي. وفي الوقت عينه تمثل الشراكة رافعة في طريق دعم مشروعات الطاقة المستدامة ذات الجدوى الاقتصادية والبيئية في الدول النامية.
هل من خلاصة؟ الإمارات تقود حركة عالمية لحماية بيتنا المشترك، مشروع يوحد العائلة البشرية في طريق المستقبل.
* كاتب مصري