انطلقت قمة شرم الشيخ تحت عنوان «لحظة فارقة» لمواجهة التغير المناخي، ابتداء من يوم الأحد الماضي الموافق لـ 6 نوفمبر، فيما تحث الأمم المتحدة الدول على استخدام القمة للتفاوض على خفض انبعاثات الكربون.

وبالرغم من أهمية قمم المناخ إلا أن هناك حقائق مغيبة من المستغرب ألا يتطرق لها. النظرية التي يتبناها خبراء البيئة والمناخ هي أنه مع تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإنه يحبس الحرارة مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، لكن الدراسات تشير إلى أن الاحتباس الحراري يشكل عائقاً طفيفاً ولا يسبب أزمة وجودية.

فهذه الأخبار السارة لا تسمع في مؤتمرات المناخ، فالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، صرح في افتتاحية المؤتمر محذراً: «العالم على طريق سريع إلى جحيم المناخ وأقدامنا على دواسة البنزين!».

وبالرغم من التأكيد على استخدام الطاقة البديلة إلا أن خبير الطاقة، روبرت برايس، أشار إلى أن «الرياح والطاقة الشمسية لا تؤثران بشكل كبير في تعطشنا النهم للنفط والغاز والفحم»، ذلك لأن طواحين الهواء والألواح الشمسية لا ينتجان كميات كبيرة من الطاقة ويتطلبان مواد خاماً يجب تعدينها غالباً بطرق لا تكون خضراء. فالرئيس الصيني، شي جين بينغ، يدرك هذه الحقيقة، لذلك لم يحضر COP27، وبالتالي حتى لو جميع الأميركيين استبدلوا الغاز بسيارات Teslas، فهذا لن يخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.

إن مؤتمر «كوب27» الحالي هو الخامس الذي يعقد في أفريقيا، فالهدف من ذلك هو لفت الانتباه إلى التأثير الشديد لتغير المناخ في القارة السمراء. لكن في الحقيقة، إن الاحتباس الحراري لا يضر الأفارقة بقدر رفع سعر الطاقة. فلو منحنا مزارعاً أفريقياً ماكينة تعمل بالديزل، فإنها ستمكنه من زراعة المزيد من المحاصيل، وإذا كانت لديه شاحنة تعمل بالبنزين، فهذا سيمكنه من نقل منتجاته إلى السوق وبيعها بربح. لكن حرمان الأفارقة من الهيدروكربونات الرخيصة التكلفة سيجعلهم في فقر مدقع وأكثر اعتماداً على الدول الغنية.

فالحل بالنسبة لقمم المناخ، هو أن تقوم الدول الغنية بدفع الشيكات للدول الفقيرة، ومنذ عام 2009 تعهدت الدول الغنية بمنح الدول الفقيرة 100 مليار دولار سنوياً لمساعدتها على تقليل الانبعاثات والاستعداد لتغير المناخ، لكن أغلب هذه الأموال يتم إنفاقها بطريقة غير صحيحة. فهناك طرق أخرى للتقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومنها الطاقة النووية الخالية من الانبعاثات الكربونية، لكنها لا تذكر في قمم المناخ.

السؤال: لماذا هذه الحقائق والتحديات لا تذكر في القمم ويتم تشتيت الانتباه بقضايا ليس لها علاقة بقضايا المناخ، فهل كما ذكر سامح شكري، وزير الخارجية المصري، أن الهدف من إثارة موضوع يخص القضاء المصري هو «تشتيت الانتباه عن قضية المناخ والابتعاد عن قضية وجودية مرتبطة بوجود العالم»؟ أم أن العالم الغربي لا يأخذ القضية على محمل الجد؟

* باحثة سعودية في الإعلام السياسي.