كانت الصورة الأفخم، والتي أصبحت أيقونة ألبوم قمة العشرين، الصورة التي جمعت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي، في حديث أخوي ودي على هامش أعمال القمة العالمية لكبريات دول العالم في مجال الاقتصاد والطاقة والمال، وهي القمة الأكبر عالمياً التي انطلقت في جزيرة بالي الإندونيسية يوم الثلاثاء الماضي، بحضور قادة دول المجموعة وعدد كبير من ممثلي المنظمات الدولية، ويبحث خلالها قادة أكبر 20 اقتصاداً في العالم ملفات صعبة وشائكة، بينها الركود الاقتصادي، وحرب أوكرانيا التي خلّفت أزمتي الطاقة والغذاء غير المسبوقتين على مستوى العالم، واللتين يتفاقم تأثيرهما بشكل مقلق.
تشكل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ثقلاً سياسياً كبيراً وقوة استراتيجية واقتصادية هامة في المنطقة تحت قيادتين طموحتين تتميزان بنشاط مستمر وإنجاز لا يتوقف وحضور بات محط أنظار العالَم بقواه العظمى، وهو ما يتضح جلياً هذه الأيام، من قمة المناخ (كوب 27) في شرم الشيخ والمبادرات العظيمة التي قدمتها الدولتان إلى قمة العشرين في بالي (إندونيسيا) وجدول أعمال حافل باللقاءات والمحادثات والقضايا المشتركة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية ومجالات الطاقة وإمداداتها. 
وتعقد قمة مجموعة العشرين 2022 في جزيرة بالي في وقت يشهد العالَم خلاله أزماتٍ وتحدياتٍ عديدةً، كحرب أوكرانيا وتداعياتها السياسية والاقتصادية، بعد جائحة «كوفيد-19» وما خلفته من آثار صحية وتداعيات واقتصادية قاسية على مستوى العالم، إضافةً إلى أزمة تغير المناخ والمخاوف المرتبطة بها. وكان الغذاء والطاقة من أولويات القمة، حيث تم التحذير من تحويلهما إلى «سلاح» وتسييس استخدامهما.
وبما أن الآمال والتطلعات تتجه نحو هذه القمة ومخرجاتها، حيث يشكل أعضاؤها 80 في المئة من إجمالي الناتج العالمي ونحو 75 في المئة من الصادرات العالمية و60 في المئة من سكان العالم، فضلاً عن أن التنسيق الاقتصادي والمالي يمثل المحورَ الأساسي في جدول أعمال قمم العشرين.. فقد كان دور الإمارات خلال هذه القمة مثمراً وواعداً عندما عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة عن إيمان دولة الإمارات بأن النھج المتوازن ھو الأنجح لتحقيق الاستدامة في العالم، مؤكداً على الدور المسؤول لدولة الإمارات في أسواق الطاقة وعلى أجندتها الرائدة في قطاع الطاقة النظیفة. وقد جسدت الإماراتُ هذا الالتزام من خلال استثمارات بقيمة 50 ملیار دولار في مجال الطاقة النظيفة في أكثر من 40 دولة عبر العالَم، وتأسيس «تحالف القرم من أجل المناخ» بالشراكة مع جمھوریة إندونيسيا، فضلاً عن إطلاق مبادرة «تسريع تحول الدول النامية نحو الطاقة المستدامة» بالتعاون مع الوكالة الدولیة للطاقة المتجددة. كما أكد سموه على أن دولة الإمارات ستستمر كمركز اقتصادي عالمي في بذل أقصى الجھود الممكنة لضمان استدامة سلاسل الغذاء والدواء وتسخير إمكانیاتھا وموانئها وطیرانھا لدعم مبادرات وأهداف الأمن الغذائي.
إن الشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان قامتان سامقتان في عالم اليوم، وهما أيقونتان عربيتان للإنجاز والطموح والمستقبل الواعد.. إنهما «القمم في كل قمة» والكبار في قمة الكبار.

*كاتبة سعودية