«الحوثيــون».. واغتيال الهدنــة؟!
Ihab Abd Elaziz
«الحوثيــون».. واغتيال الهدنــة؟! د. عبدالله العوضي * * كاتب إماراتي للسنة السابعة على التوالي، يستمر اليمن أسيراً بيد «الحوثيين» من أجل إثبات أنهم جزء من نسيج المجتمع، بشرط إقصاء بقية أعمدة الدولة اليمنية العميقة منذ «إرم ذات العماد» البلدة التي وصفها الله في كتابه الكريم (بلدة طيبة ورب غفور)، يسعى الحوثيون لتحويلها إلى «منطقة ذات أكل خمط وشيء من سدر قليل»، في زمن الرفاه الاجتماعي، بل يجتهدون في زرع فسائل المجاعة الإجبارية، بمنعهم إيصال المساعدات الإنسانية للمستحقين بالضرورة القصوى. بعد أن تولى العليمي رئاسة المجلس التنسيقي، دول التحالف أحسنت الظن بهذا الكيان الذي أصبح «فرعوناً» على رقبة الشعب اليمني، بدل أن يصبح عوناً بعد «الهدنة» التي أخذت جهوداً مضنية لوقف القتال، والعودة إلى حلقة الحوار بدل المضي قدماً في حلبة الصراع المميت والمقيت.

المملكة العربية السعودية قائد التحالف لاستعادة اليمن إلى مكانها اللائق، ومن خلال لقاءات مع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن المشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى اليمن، تم التأكيد على «دعمَ المملكة المستمر لجهود الأمم المتحدة لتمديد وتوسيع الهدنة، والوصول لحل سياسي يحقق الأمن والاستقرار والتنمية للشعب اليمني».

أما رد «الحوثيين»، فقد جاءنا عن طريق المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، بتغريدة على «تويتر»، وانفجار مخزن أسلحة بالمنطقة العسكرية الثالثة جراء استهدافه من قبل ميليشيات «الحوثي» الانقلابية المدعومة من إيران. ما هي الغاية من خرق الهدنة التي وافق عليها كل أطراف الصراع في الداخل، وكذلك الطرف الدولي الذي يمثله المبعوث الخاص باليمن؟ إذا كان ذلك من أجل كسب المزيد من النقاط لصالح «الحوثيين»، فقد فات الأوان، ولم تعد قوات التحالف ترضخ للضغوط ولسان حالها يقول «وإن عدتم عدنا»، وهنا سوف يختلف الوضع عن السنوات السابقة لفارق الخبرة المكتسبة في الحرب.

من هنا نلاحظ تغير تحركات اليمنيين حكومة وشعباً.. وزير الخارجية، يجري اتصالاً هاتفياً مع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، لمناقشة مستجدات الأوضاع في اليمن عقب الهجمات «الحوثية» على المنشآت النفطية، وقرار مجلس الدفاع الوطني تصنيفها منظمة إرهابية، بعد أن ذاقوا فترة انتشاء الرفع من قائمة الإرهاب من قبل أميركا، ولكنهم في الواقع أكدوا حقيقة دخيلتهم الإرهابية. أما الحراك على الأرض، فهو واضح في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، التي دعت الشعب اليمني للاستنفار في معركة «التحرير الوطني»، لاستعادة الدولة وإسقاط الانقلاب «الحوثي».

وقد تمكنت ألوية «العمالقة الجنوبية»، من إسقاط طائرة مسيّرة للميليشيات «الحوثية» في محافظة «شبوة»، لقد خرج بيان وفد الإمارات واضحاً في جلسة مجلس الأمن بشأن البند «الحالة في اليمن»: على مجلس الأمن اتخاذ إجراءات لوقف الانتهاكات الممنهجة لقرار حظر الأسلحة في اليمن، وإن كانت «الميليشيات الحوثية» تريد السلام، كما تدعي، فعليها العودة للهُدنَة وتنفيذ التزاماتِها بِموجِب الاتفاقات السابقة.

* كاتب إماراتي