وجه الشارع المصري رسالة حاسمة لدعوات التظاهر التي أطلقها تنظيم «الإخوان» عبر الفضائيات التي يمتلكها أو المواقع الإلكترونية، بأنه ضد دعوات تخريب الأوطان وبث الأكاذيب والشائعات والتلاعب بوعي الشباب للدفع بهم وقوداً لمعارك التنظيم مع الحكومة المصرية، الخاسر الوحيد فيها الشباب ومحصلتها النهائية دمار الأوطان. صحيح لم ينزل أحد، وسقطت تلك الدعاوى أمام وعي الشعب المصري، الذي أثبت أن أبواق الفتنة التي تروج دعاويها الظلامية في الواقع الافتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تجد لها صدى على أرض الواقع، فلجأت تلك الأبواق للتزييف وترويج الشائعات التي تحولت لسخرية على مروجيها في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وعبر «الهاشتاقات» المضادة. 


لقد سعت المنصات المعارضة بدعم وتمويل خارجي وباستخدام أدوات فاعلة ومؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي وباستخدام رموز وشخصيات ناشطة إلى إثارة الفتنة الطائفية في المجتمع المصري المتصالح، واللعب على التناقضات بين أطياف الشعب المتباينة والمتعارضة أحياناً الفكرية والدينية والأيديولجية وحتى الرياضة كل ذلك خدمةً لأهدافهم الضيقة ومصالحهم بخلق حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي والمجتمعي. وفي الواقع، فشلت كافة الدعوات المتكررة على مدى الـ9 سنوات الماضية في تكرار أحداث 2011 رغم كل التمويلات الضخمة التي حصلوا عليها من دول كبرى ومن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية.
ودأبت جماعة «الإخوان» ومنصاتها الإعلامية في الخارج على محاولات التأزيم بإطلاق الشائعات والمحاولات المستمرة لتزييف الحقائق وتشويه الرموز وإثارة المشاكل والقلاقل واستغلال الأزمات الاقتصادية الدولية التي أثرت سلباً علي معدلات النمو الاقتصادية وزادت من معدلات البطالة في الفترة الماضية بفعل أزمة «كورونا» التي ألقت بظلالها على دول العالم كافة، وكذلك انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية والتحديات الاقتصادية، التي أثارتها والظروف الاقتصادية الصعبة التي انعكست على شعوب العالم كافة، بما فيها الشعب المصري. لقد شهدت مصر انعقاد قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة، بما يعكس دور مصر الإقليمي والدولي، فكانت تلك الدعوات للتظاهر محاولة تشويش فاشله للنجاح المصري في استضافة المؤتمر.
لطالما استخدمت أدوات صناعة الثورات الملونة على الشبكة العنكبوتية لصياغة وإعادة صناعة رأي عام بنشر المعلومات والمعلومات المضللة واستخدام الوسوم، أو ما يعرف بـ«الهاشتاقات» المبتكرة للوصول إلى أكبر عددٍ من مستخدمي الشبكة العنكبوتية. وفي مصر، كانت العناصر الهاربة في مشارق الأرض ومغاربها ومن خلف شاشات الهواتف والكمبيوترات تُطلق الدعوات «للثورات»، في محاولة لتجييش المصريين كي ينزلوا إلى الشوارع والميادين في اليوم الموسوم في «هاشتاقات» وسائل التواصل الاجتماعي. وبين الترقب والأمل تسقط الدعوات الموسمية للثورات عبر «الهاشتاقات» و«الهاشتاقات» المضادة. 
بدا واضحاً أن الشعب المصري الأصيل استوعب درس عام 2011، فالدعوات المأجورة لا تهمها من الأساس مصلحة الشعب المصري، بل إنها تسعى للنيل من استقرار الدولة المصرية، في عصر النضال والثورات من خلف الشاشات، أو من وراء أسماء وهمية على صفحات التواصل الاجتماعي لن تتوقف الدعوات وستظل أبواق الفتنة تروج «للثورات».

لقد اختار الشعب المصري التمسك بالاستقرار لمواجهة التحديات. ستظل مصر محفوظة، بإذن الله، وحماية أبنائها المخلصين.
*كاتبة إماراتية