ارتفع إنتاج المصانع الأميركية في أكتوبر الماضي بأقل من المتوقع بعد خفض التوقعات للأشهر السابقة، مما يشير إلى أن التصنيع يفقد بعض قوته مع اعتدال الطلب المحلي والعالمي.
جاءت الزيادة بنسبة 0.1% في إنتاج المصانع الشهر الماضي في أعقاب تقدم معدّل بالخفض بنسبة 0.2% في سبتمبر، وفقا لبيانات الاحتياطي الفيدرالي الصادرة، قبل بضعة أيام. انخفض إجمالي الناتج الصناعي بنسبة 0.1% في أكتوبر، بما في ذلك التعدين والمرافق، وهو ثاني انخفاض في ثلاثة أشهر.
تم دعم إنتاج التصنيع من خلال المركبات ذات المحركات وكذلك المعدات الكهربائية والنقل الجوي. باستثناء السيارات، أصاب الركود إنتاج المصنع، وهو أضعف رقم في أربعة أشهر. انخفض التصنيع غير الدائم للمرة الأولى منذ يونيو، متأثرا بالمنتجات البترولية والمنسوجات.

مع تزايد المخاوف بشأن بيئة الطلب في العام المقبل بسبب قيام صانعي السياسة الفيدراليين برفع أسعار الفائدة، تبدو التوقعات ضعيفة بالنسبة للمصنعين. ومع ذلك، استمرت الشركات في الاستثمار في المعدات لأنها تسعى إلى زيادة الإنتاجية للمساعدة في احتواء التكاليف وسط ارتفاع التضخم.

وقالت روبييلا فاروقي، كبيرة الاقتصاديين الأميركيين في شركة هاي فريكونسي إيكونوميكس الاستشارية: «إن تخفيف قيود الإمداد أمر إيجابي للتصنيع. لكن إنتاج المصانع يواجه رياحا معاكسة من ارتفاع أسعار الفائدة، والتي ستؤثر على الطلب وتباطؤ النشاط الاقتصادي في المستقبل».

إن ارتفاع تكاليف الاقتراض، التي أثرت بالفعل على بناء المساكن، تخاطر بتقليل الإقبال على الإنفاق الرأسمالي في قطاعات أخرى مع تصاعد مخاوف الركود. قد تستمر طلبات المصانع أيضا في الضعف حيث يتطلع العديد من تجار التجزئة إلى تقليل المخزون المتراكم.
كتب الخبير الاقتصادي «أندرو هوسبي» في مذكرة إلى بلومبيرج إيكونوميكس، مفادها أن: «أرقام الإنتاج الصناعي لشهر أكتوبر تضيف إلى المجموعة المتزايدة من بيانات تشير إلى تراجع تضخم السلع الأساسية في المستقبل، وهي ميزة إضافية لمسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الذين يتطلعون إلى التنازل عن وتيرة رفع أسعار الفائدة».
في استطلاع أجرته بلومبيرج للاقتصاديين، طالب متوسط ​​التوقعات بزيادة إنتاج المصانع بنسبة 0.2% وزيادة الإنتاج الصناعي بنسبة 0.1%.
وقد انخفض ناتج المرافق بنسبة 1.5%، في حين تراجع التعدين بنسبة 0.4%. وفي الوقت نفسه، ارتفع حفر آبار النفط والغاز بنسبة 0.8%.
أظهر تقرير بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضا استخدام الطاقة الإنتاجية في المصانع التي ظلت عند 79.5%، وهو معدل يزيد بنحو 1.3 نقطة مئوية عن متوسطه على المدى الطويل، وفقا لما قاله الاحتياطي الفيدرالي.
وأكدت بيانات منفصلة مخاوف المنتجين بشأن ضعف الاقتصاد. أظهر مسح بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك للمصنعين تراجع مقياس ظروف العمل المستقبلية إلى ثاني أسوأ قراءة له منذ عام 2001. وكان المصنعون في ولاية نيويورك أكثر تشاؤما بشأن الطلبات المستقبلية.

فينس جول 

صحفي اقتصادي لدى بلومبيرج

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست سينديكيت»