يصادف يوم 25 نوفمبر من كلّ عام «اليوم العالمي للقضاء على العنف ضدّ المرأة»، الذي حدّدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف رفع الوعي حول مدى حجم المشكلات التي تتعرّض لها المرأة حول العالم، حيث يعدُّ العنف ضدَّ المرأة جائحة عالمية تترتّب عليها جُملة من التأثيرات الاجتماعية السلبية، فانعدام التعليم المبكر، على سبيل المثال، ليس عائقاً رئيسيّاً لحق الفتيات في التعليم وتعميمه فحسب، بل يؤدّي في نهاية المطاف إلى تقييد وصولهنّ إلى التعليم العالي، ويؤدّي بذلك إلى محدودية خلق فرص الشغل للمرأة داخل سوق العمل، فيتعطّل بذلك نصف إنتاج المجتمع تقريبًا.
ومنذ نشأة دولة الإمارات العربية المتّحدة على يد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، احتضنت قيادتُها الرشيدة أحلام المرأة وعزّزت طموحاتها، ووفّرت لها ظروف عمل مناسبة وبيئة مشجّعة، وتمكيناً مستمرّاً. 
وقد لازمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، الدعمَ الذي حصلت عليه المرأة الإماراتية، وكانت سموّها شاهدة عليه، وعزّزت إلى جانب المغفور له الشيخ زايد، مفهوم التوازن بين السعي نحو الانفتاح مع الالتزام بروح الأصالة والمحافظة على التقاليد والخصوصية الثقافية والهوية الوطنية. 
وقد تجسّدت مظاهر هذا الاهتمام الكبير بالمرأة في سنّ القوانين المناهضة للعنف والتمييز ضدّها، ومدّ يد العون للضحايا من النساء، وساعدتهن على تجاوُز مِحنتهن ليصبحن فيما بعد مسهمات في التغيير. 
وهكذا كفل الدستور الإماراتي حقوق المرأة، وأقرّ مبدأ المساواة بينها وبين الرجل بما يتناسب وطبيعتها، ونصّ على حقّها في التعليم والحصول على المزايا الاجتماعية والصحية وشغْل الوظائف الحكومية، ولتحقيق ذلك اعتمدت الدولة سياسات ومبادرات لحماية المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين، من أبرزها الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة 2015-2021، وتشكيل مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، وغير ذلك.
ونتيجة لكلّ تلك الجهود فاقَ عطاء المرأة الإماراتية كلّ التوقعات، وأسهمت بشكل كبير في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي وحافظت في الوقت ذاته على الموروث الثقافي الأصيل لتقاليد وأصالة مجتمع دولة الإمارات، وبذلك تمكّنت الدولة عام 2020 من أن تتبوّأ المركز الثامن عشر عالميّاً والأول عربيّاً في مؤشر المساواة بين الجنسين، الصادر ضِمن تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، محققة بذلك خلال عام واحد فقط قفزة بلغت ثماني درجات ضمن المؤشر ذاتِه، ومحقِّقة هدفها الوطني المتمثّل في الوصول إلى قائمة أفضل 25 دولة في العالم ضِمن هذا المؤشر بحلول عام 2021. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية