في يوم استثنائي احتفلت دولة قطر باليوم الوطني تحت شعار «وحدتنا مصدر قوتنا» في 18 من ديسمبر، بالتزامن مع ختام استضافة الدوحة نهائيات النسخة الـ22 من بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، ليصبح هذا اليوم مناسبةً تاريخية سيتذكرها ويحتفي بها جميع المواطنين والمقيمين والزائرين لقطر في هذا العرس الرياضي المصاحب لاحتفالاتها بعيدها الوطني، حيث شارك إلى جانب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، ونظيره الأوروبي ألكسندر تشيفرين، والأفريقي باتريس موتسيبي، في عرضة «هل قطر».

إنها أحد أبرز مظاهر الاحتفال باليوم الوطني في قطر، إضافة إلى الفعاليات الترفيهية والأدبية والفنية التي شهدها ضيوف البلاد إلى جانب مواطنيها، وقد أصبحت مسك الختام لأروع بطولة لكأس العالم في قطر. اختتمت أمس بطولة كأس العالم 2022 في الشقيقة قطر، بعد أن استقبلت الدوحةُ العرسَ الدولي الكروي، فتغطت الأبنية القطرية وتجمّلت بأعلام وصور اللاعبين من الدول المشاركة، وتزينت شوارع الدوحة بروح كأس العالم، فارتدت الجماهيرُ الكروية «الدشداشة والغترة والعقال» الخليجية بألوان أعلام الدول المشاركة، وتجملت المشجعات بالعباءة الخليجية، واكتست الدوحة بمزيج من الثقافات في تظاهرة ثقافية حضارية فريدة اختتمت معها استضافةً تاريخية ناجحة بكل المقاييس لأول دولة خليجية وعربية تستقبل بطولةَ كأس العالم على أرضها منهيةً جدلاً لم يتوقف حول استضافة الدوحة لبطولة كأس العالم في دورة كانت الأكثر إثارة للجدل والانتقاد في تاريخ البطولة منذ لحظة إعلان فوز الدوحة باستضافتها عام 2011 لقد كان اختيار قطر كدولة مضيفة مثيراً للجدل في الإعلام الغربي الذي تحدث عن ضرورة تهيئة البنية التحتية من ملاعب ومنشآت رياضية أخرى لاستضافة الحدث الدولي، كما أُثير الجدل حول الطقس الحار لقطر رغم وجود خطط لتبديل موعد البطولة من الصيف إلى الشتاء.

وعلى مدار السنوات ومنذ بدأت الدوحة استعداداتها لتنظيم كأس العالم، تناولت منظمات وجماعات حقوقية تنصّب نفسَها وصيةً على الأخلاق وتدافع عن حقوق الإنسان تحت مبدأ عالمية وشمولية وترابط حقوق الإنسان، في خطاب مسيّس روج لمزاعم تبنتها منظمات حقوقية ووسائل إعلام وشخصيات وحتى منتخبات مشاركة في البطولة!

إن الحديث عن ازدواجية المعايير الغربية تجاه منظومة حقوق الإنسان أحيته الحملة الأوروبية الأخيرة تجاه قطر، حيث اتهم جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عشية انطلاق بطولة كأس العالم، الغرب بـ«النفاق» في تقاريره حول حقوق الإنسان. وعموماً، فإن الخطاب الغربي حول حقوق الإنسان يتصف بالتعالي والنظرة الدونية للآخر، وهو مثير للاشمئزاز كخطاب فوقي مسيّس ينظر للمجتمعات التي لا تخضع لاشتراطاته نظرة وصائية.

إن ازدواجية المعايير ونبرة الخطاب الحقوقي الاستعلائية مرفوضة من الشعوب كافة، والأحداث الكبرى، مثل كأس العالم أو معارض «إكسبو» أو الألعاب الأولمبية.. يجب ألا تكون مناسبات مسيسةً لفرض أجندات أو تصفية حسابات تحت لافتة خطاب مغرض حول حقوق الإنسان. *

كاتبة إماراتية