عَقدٌ مضى على قمة قمم الحكومات باشراقات المستقبل واستشرافات الأمل الواعد، نحو المزيد من الاستحقاقات على جميع المستويات. 
أما الرسالة الموجهة إلى العالم في القمة العاشرة، فهي من تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، على منصة «تويتر»، قال فيها: «ترحب دولة الإمارات العربية المتحدة بأكثر من 20 رئيس دولة و150 حكومة مشاركة في القمة العالمية للحكومات التي تنطلق من دولة الإمارات برسالة واحدة.. استشراف المستقبل والبحث في فرصه وتحدياته.. ومحاولة رسم خريطة طريق إيجابية لتطوير الحكومات حول العالم..». 
نستعرض الآن عِقد القمة المرصع بالمنجزات في أرقام مجوهرة ومبهرة. جمهور القمة يلتقي بـ 1000 مسؤول حكومي ونخبة من قادة الفكر وصناع القرارات التي تغير وجه الحياة في العالم، بصورة قد يعجز الخيال عن تصورها. 
نستطيع أن نطلق على هذه القمة، ببيت خبرة عالمية، يمد شريان البشرية بأحدث ما توصلت إليه العقول المبدعة والملهمة من أفكار خلاقة ونماذج أشبه بالإعجاز، وهي كذلك تمثل مساحة حرة لطرح الأفكار من خارج الصندوق بعد أن ضاقت سعة الصندوق بها، فلا بد لها من مسرب للانطلاق. 
فكانت باكورة هذه القمة عند صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، عندما صرّح على تويتر: «من القمة العالمية للحكومات.. اعتمدنا تصميم محطات التاكسي الجوي الجديدة في دبي.. والتي ستبدأ عملها خلال 3 سنوات..».
في العام 2014، كنت حاضراً حفل تدشين خطة دبي الخمسية والمتفرعة من الخطة الاستراتيجية الخمسينية، وقبل بدء الحفل بلحظات فوجئنا بجسم طائر يقترب من المنصة الرئيسة للحفل، حتى حلّ على مطاره الخاص في وسط المسرح، فإذا بمسيّرة أو طائرة «درون» تحمل للحضور رسالة حاكم دبي للمستقبل، وكانت هذه بداية عهد جديد يتحول فيه البريد التقليدي إلى «درون» تعبر الأجواء لإيصال الطرود البريدية لأصحابها دون أن يغادروا أماكنهم. 
وفي اليوم الرابع من يناير 2023، أطلعنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد فحوى تلك الرسالة المستقبلية بـ «تويتر»: 
(جرياً على عادتنا السنوية في الرابع من يناير بإطلاق مشاريع وبرامج تغير واقعنا للأفضل، اعتمدنا بحمدالله أجندة دبي الاقتصادية للسنوات العشر المقبلة «D33»، هدفنا مضاعفة حجم اقتصاد دبي وأن نكون ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية في العالم. الأجندة الاقتصادية تضم 100 مشروع تحولي سيتم الإعلان عن تفاصيلها، ومستهدفات اقتصادية إجمالية تبلغ 32 تريليون درهم خلال العشرة أعوام المقبلة، ومضاعفة تجارتنا الخارجية لتبلغ 25 تريليون درهم وإضافة ممرات تجارية لدبي مع 400 مدينة جديدة حول العالم. دبي ستكون ضمن أهم 4 مراكز مالية عالمية، وهدفنا استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة تتجاوز 700 مليار درهم وسيضيف التحول الرقمي 100 مليار درهم لاقتصاد دبي سنوياً. لدينا أكثر من 300 ألف مستثمر في دبي، وأدعو الجميع للانضمام لرحلتنا لنكون إحدى أسرع المدن نمواً في العالم). وأضاف سموه:
(2033 هو العام الذي تكمل فيه دبي الحديثة 200 عام، وهو العام الذي ستكون فيه دبي بإذن الله المركز الاقتصادي العالمي الأهم، والعام الذي تكتمل فيه رحلتنا الاقتصادية D33، نحن نعرف موقعنا الاقتصادي العالمي خلال السنوات القادمة، والعالم يفسح الطريق لمن يعرف ماذا يريد). 
منذ القمة الأولى في 2014، والقمة العاشرة، تغيرت دبي عشر مرات بما حققته من إنجازات رفعت من شأن الإمارات.
*كاتب إماراتي