طه حسيب (دبي)

حضور قوي للاستدامة في خطط التنمية الاقتصادية الرواندية 

رواندا من أولى الدول الأفريقية في تطبيق حوافز ضريبية للنقل الكهربائي

تشجيع الشركات الكبرى لتصنيع وتجميع السيارات الكهربائية في رواندا

قيم مشتركة تجمع الإمارات ورواندا من بينها الاستدامة

 

أكدت «كلير أكامانزي»، الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية في رواندا وعضو مجلس الوزراء، أن بلادها تعتبر الإمارات شريكاً قوياً في التجارة والاستثمار. وقالت في تصريحها الخاص لـ«الاتحاد»: «نحن نعتمد عليكم كشركاء يأتون إلى رواندا مستثمرين ورجال أعمال أو مواهب تأتي إلى بلدنا وأيضاً كزوار وسائحين». وأضافت أكامانزي أن الإمارات ورواندا لديهما رؤية مشتركة تتمثل في تطوير الشراكات مع بقية دول العالم من أجل الاقتصاد والروابط الإنسانية أيضاً.

  • كلير أكامانزي لـ«الاتحاد»: الإمارات ورواندا.. اهتمام مشترك بالاستدامة
    «كلير أكامانزي» الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية في رواندا . 

وأثناء حضورها حفل توزيع جوائز النسخة الافتتاحية من «بطولة غولف رواندا- دبي 2023»، التي استقطبت 44 لاعباً من كل من رواندا والإمارات العربية المتحدة، والتي جرت فعالياتها في نادي دبي هيلز للجولف، وصفت «أكامانزي» البطولة بأنها نشاط رئيسي من شأنه زيادة السياحة بين البلدين، ودعت سكان الإمارات لزيارة رواندا، لما لديها من مناطق جذب سياحي فريدة لجميع فئات السياح بما في ذلك عشاق الترفيه والطبيعة والثقافة.

حضور قوي للاستدامة

وبعد منتدى الأعمال الإماراتي الرواندي، الذي حضره مستثمرون من البلدين، وبمشاركة غرف التجارة في أبوظبي والشارقة ودبي ورأس الخيمة، أعربت «كلير أكامانزي» عن سعادتها لزيارة الإمارات في عام الاستدامة، خاصة أن الاستدامة بالنسبة لرواندا موضوع يحظى بحضور قوي في خطط التنمية الاقتصادية. حظر البلاستيك وأشارت «أكامانزي» إلى أن رواندا من أولى الدول التي حظرت المواد البلاستيكية، حيث لا يمكنك استخدام الأكياس البلاستيكية في بلدنا اليوم، كما قامت رواندا باستصلاح الأراضي الرطبة، وتأهيلها للزراعة، بعدما كان يتم الاستحواذ عليها من أجل تدشين المساكن. وأضافت «أكامانزي»: من ثمار استصلاح الأراضي الرطبة تدشين حديقة «ياندونجو» Nyandungu البيئية، وهي واحدة من الأماكن المستصلحة التي أصبحت منطقة خضراء، وباتت من أكثر الأماكن شعبية وجاذبية خاصة لزوار رواندا.

السياحة البيئية

وفي تصريحها لـ«الاتحاد»، أكدت «أكامانزي» أهمية السياحة البيئية في رواندا، التي تعتمد بالأساس على الطبيعة، وقالت: إذا أتيت لزيارة رواندا فإنك ستستمتع بالطبيعة والمتنزهات الوطنية والغابات المطيرة والشلالات والطيور وبساتين الفاكهة والعديد من الأشياء الأخرى. وأشارت إلى أهمية وعي السائحين بالحفاظ على الطبيعة والترويج لحماية الحياة البرية، وهو ما تحرص عليه رواندا.

وأكدت «أكامانزي» لـ«الاتحاد» أن الاستدامة ليست فقط في السياحة بل في كل ما نفعله، فنحن نشجع الحلول النظيفة لطهي الطعام في المنزل، ولا نشجع استخدام الحطب أو الفحم. وحول جهود الاستدامة في قطاع النقل، أكدت «أكامانزي» أن رواندا تُشجع النقل الجماعي، وأصبحت من أولى الدول في أفريقيا التي لديها سياسة وحوافز ضريبية للنقل الكهربائي. وقالت: «في رواندا اليوم يمكنك شراء السيارات الكهربائية دون أن تدفع أي ضرائب، بالإضافة إلى تشجيع الشركات الكبرى لتصنيع وتجميع السيارات الكهربائية، لأنها وسيلة نقل أكثر نظافة ومراعاة للبيئة».

كوب28 

وحسب «أكامانزي»، تتطلع رواندا إلى المشاركة في مؤتمر المناخ كوب28 الذي سينعقد نهاية نوفمبر المقبل بمدينة إكسبو دبي، وأشارت إلى أن رواندا تعمل على ترويج الحلول الرامية إلى تقليل انبعاثات الكربون، سواء في مجال الطاقة أو حتى في المساكن، سعياً لاستخدام مواد يمكن أن تقلل من الضرر البيئي، وأكدت أن تقليل الانبعاثات موضوع مهم في الإمارات ويتردد صداه أيضاً في رواندا. ولدى «أكامانزي» قناعة بأن رواندا لديها قائمة طويلة من القيم التي تشترك فيها مع الإمارات، من بينها الاستدامة بما تتضمنه من تخفيض انبعاثات الكربون، وكذلك تعزيز الطموحات التي لا تفيد فقط شعبي البلدين، ولكن تعود بالنفع على العالم كله.

فرص استثمارية واعدة

 على هامش فعاليات منتدى الأعمال الإماراتي - الرواندي الذي عقد يوم21 فبراير الجاري في أبوظبي، أكد فيليب لاكي، رئيس الاستثمار في مجلس تنمية جمهورية رواندا، أن حجم التبادل التجاري بين بلاده ودولة الإمارات تجاوز المليار دولار (3.67 مليار درهم) خلال العام الماضي 2022. وأكد فيليب في تصريحه لوكالة أنباء الإمارات أن التبادل التجاري بين البلدين تضاعف عشر مرات من أصل 100 مليون دولار في عام 2012. ولفت فيليب إلى نمو استثمارات الإمارات في رواندا مع تجاوزها 248 مليون دولار (911 مليون درهم) بنهاية 2022، مشيراً إلى أن رواندا تتطلع لجذب مزيد من الاستثمارات الإماراتية في قطاعات اقتصادية جديدة تشمل الزراعة والمرافق والمستودعات الجمركية.

  • كلير أكامانزي لـ«الاتحاد»: الإمارات ورواندا.. اهتمام مشترك بالاستدامة
    فيليب لاكي، رئيس الاستثمار في مجلس تنمية جمهورية رواندا.

وأشار «لاكي» إلى أن مجموعة موانئ دبي العالمية أطلقت في أبريل 2021 منصّة إلكترونية عالمية لتجارة الجملة ابتداءً من رواندا، لتصبح بذلك أول مركز لموانئ دبي العالمية لتوسيع آفاق التجارة الإلكترونية في أفريقيا.

فرص في التكنولوجيا والزراعة

وأوضح  رئيس الاستثمار في مجلس تنمية رواندا أن هناك  العديد من الفرص الاستثمارية والتنموية في بلاده، على رأسها قطاع التكنولوجيا، بالإضافة إلى القطاع الزراعي الذي يعتبر العمود الفقري للاقتصاد الروندي في ظل الطلب الكبير على المحاصيل الزراعية ذات القيمة العالمية. وأوضح فيليب لاكي أن من بين المشاريع الزراعية الرئيسية في رواندا، والتي نسعى من خلالها لاجتذاب المستثمرين الأجانب لدعم وتطوير هذه المشاريع، تشمل مشروع «Gabrio Agribusiness Hub Phase 2» الذي سيسهم في خلق مزيد من فرص العمل، حيث تم تطوير 5600 هكتار من أصل 10 آلاف هكتار من الأراضي المروية، بالإضافة إلى المساهمة في تحسين الأمن الغذائي من خلال زيادة المحاصيل الأساسية سنوياً. وتطرق «لاكي» إلى مشروع «Gaco Meet» الذي من المتوقع أن تبلغ قيمته الاستثمارية نحو 63 مليون دولار، ويضم عدة مشاريع منها تحديث الصناعة الزراعية وتطوير المنتجات للاستهلاك المحلي والعالمي.

جاذبية القطاع العقاري

وحسب «فيليب لاكي»، لدى قطاع العقار في رواندا القدرة على جذب استثمارات أجنبية أيضاً، سواء بغرض السياحة أو السكن أو التجارة، مشيراً إلى أن مدينة كيغالي للابتكار تعد أحد أهم المشاريع المخطط لها كي تصبح مركزاً اقتصادياً معرفياً أفريقياً، ومن المقرر أن يدخل المشروع حيز التنفيذ في الربع الأول من العام الجاري بقيمة استثمارية تناهز 300 مليون دولار. وأوضح أن الاقتصاد الرواندي يأتي من بين أسرع عشر دول أفريقية نمواً بنسبة سنوية تصل إلى 7.5% منذ عام 2007، بالإضافة إلى أن رواندا هي ثاني أسرع دولة أفريقية في إصدار الرخص التجارية، مما يجعلها مركزاً لاجتذاب المستثمرين والتجار.

طموحات تنموية

وأشار «لاكي» إلى رؤية رواندا  التنموية لتصبح بلداً متوسط الدخل بحلول عام 2035، وذلك عبر زيادة مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 24% مقارنة بـ 19% في عام 2019، وأيضاً رؤيتها لعام 2050 لتصبح بلداً مرتفع الدخل مع زيادة بنسبة 9% في دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة بين 2036 إلى 2050. وتوقع فيليب أن يسهم القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي لرواندا بنسبة 33% بحلول 2055، مرتفعاً من 24% في عام 2035.