في ضوء الاحتفال بيوم المرأة العالمي، تشارك المرأة الإماراتية بسجلِّ تمكينٍ، لا يُقارن، في المشهد العالمي، من خلال مشاركتها في صناعة القرارات المهمة، وتبوؤها المناصب العليا، ووصولها إلى مصافّ الريادة.

التجربة الإماراتية عموماً تحتاج إلى مفردات جديدة ومصطلحات تعبّر عن تفردها، فهي نموذج عالمي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وما حقّقته المرأة الإماراتية في التنمية الشاملة والنهضة في البلاد جزء من هذه التجربة الفريدة التي تحتاج إلى أن تتوقف الأقلام عندها طويلاً. شهدت مسيرة المرأة الإماراتية تطورات متلاحقة ونقلات نوعية في التمكين وتحقيق التوازن والإسهامات الوطنية في مختلف المجالات التنموية.

فقد وصلت المرأة الإماراتية إلى أعلى المناصب، واقتحمت ميادين العلوم المعقدة، خصوصاً علوم التكنولوجيا والفضاء، ومثّلت الدولة خير تمثيل في أبرز المحافل الدولية، إضافة إلى دورها الأساسي ورسالتها الأهم والأسمى في تأسيس الأسرة وبناء المجتمع، فهي وعاء القيم ورمز الاستدامة في الحفاظ على ذاكرة الوطن ومستقبله.

كان للرؤية الحكيمة السابقة لعصرها للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد المؤسس، ونصير المرأة الإماراتية الأول، الدور الأبرز في رسم خريطة طريق تمكين المرأة الإماراتية وتذليل العقبات كافة التي تعترض سبيلها. خصوصية الثقافة العربية وتبجيلها للمرأة، بعيداً عن الدعاوى الليبرالية المتطرفة، عززت تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة في المجتمع الإماراتي، والحفاظ على النسيج الاجتماعي، وبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواكبة التغيرات المستجدة من دون إفراط أو تفريط. المرأة الإماراتية لها شخصيتها الخاصة وعبقريتها المتفردة النابعة من ثقافة مجتمعها وقيم بلادها من دون تحجر أو تعصّب، إضافة إلى أنها مُمسكة بأدوات عصرها، وتخاطب العالم بمفرداته الحديثة من دون ذوبان أو تماهٍ في ثقافة الآخرين.

حقّقت دولة الإمارات مكانة مرموقة في التقارير الدولية ومؤشرات التنافسية العالمية المعنية بتمكين المرأة والتوازن بين الجنسين، فقد وصلت نسبة تمثيل المرأة في التشكيل الوزاري لحكومة الدولة إلى نحو 27.5%، ووصلت إلى 50% في عضوية المجلس الوطني الاتحادي، وهي من أعلى المعدلات، الإقليمية والعالمية. تشكل المرأة أكثر من 66% من القوى العاملة في دولة الإمارات، وتحظى بوجود قوي، يفوق أعداد الرجال، في قطاعات التعليم والصحة والمصارف. وعلى الصعيد الدبلوماسي، تشغل المرأة الإماراتية مناصب عدة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.

النجاحات التي حقّقتها المرأة الإماراتية هي ثمرة ونتاج للرؤية الداعمة للقيادة الرشيدة، وحرصها على توفير كل المُمكّنات التشريعية والتنظيمية التي تكفل للمرأة المساهمة البنّاءة في مختلف مسارات التنمية، ما جعل من هذه التجربة الداعمة نموذجًا مُلهماً في الالتزام بأهداف التنمية المستدامة.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية