استمراراً للمسار الرائد الذي أطلقته دولةُ الإمارات، ألا وهو مشروعها الطموح لغزو الفضاء بنكهة خليجية ونفَس عربي أصيل، جاء نجاحُ انطلاق طاقم مركبة «كرو-6» الفضائية في مهمته التي تُعدُّ ضمنَ أطول المهمات الفضائية في التاريخ، الأمر الذي يمثل إنجازاً علمياً مهماً للغاية من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة تخدم الدولة في امتلاك مزيد من اقتصاد المعرفة، علاوة على تعظيم قوتها الناعمة متمثلةً في حيازة المعارف والتقنيات الفضائية. وتعقيباً على هذا النجاح الرائع والمبهر، فإن اللسان لَيعجز عن التعبير إزاء ما وصلت إليه الإرادة الإماراتية وهي تحقق تباعاً أحلامَ العرب في مجال غزو الفضاء وسبر أغواره العميقة.

ولعلنا هنا نشير إلى مهمة طاقم «كرو-6» وغيرها من المهام الفضائية الأخرى، وما حظيت وتحظى به من رعاية فائقة من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الأمر الذي يعطي المسألةَ بعداً مهماً في تحدي غزو الفضاء واستكشافه بهدف بناء قدرات علمية ومعرفية إماراتية في مجالات علوم استكشاف الفضاء الخارجي، والتأكيد على أن هدف دولة الإمارات هو الدخول القوي إلى قطاع صناعات الفضاء ومعارفه المتطورة، بما يعزز باقي الأنشطة والمجالات والقطاعات المعرفية والاقتصادية الأخرى في الدولة.

وما من شك في أن الإشادات الخليجية والعربية والدولية بأحدث إنجاز فضائي حققته الإماراتُ، وقد تَمثلَ في انطلاق طاقم مهمة «كرو-6»، كانت محفِّزاً آخرَ ودافعاً جديداً مهماً لدولة الإمارات العربية المتحدة وهي تمضي قدماً نحو آفاق أخرى لاكتشاف الفضاء، وذلك من خلال جهودها وخططها ومشروعاتها المُعَدَّة أصلا في هذا الصدد.

ونتمنى أن تحذو بقيةُ الدول العربية حذو دولة الإمارات في التخطيط والطموح والإرادة والجرأة، وأن تتكاتف فيما بينها وتوحِّد جهودَها في هذا المجال، وصولاً لتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات، والاعتماد على الجهود الذاتية لتحقيق الغايات المنشودة. لقد كان العرب القدماء سبّاقين في شتى العلوم وكانوا من الأوائل في جميع مجالاتها.

وفي مشروعات التقدم الإماراتية العملاقة، وعلى رأسها مشروع غزو الفضاء الخارجي، نتمنَّى رؤيةَ أحلام الأولين في غزو الفضاء تتحقق على أيدي المخلصين من أبناء هذه الأمة، نسأل الله أن يسدد خطاهم ويثبّتهم على هذا السبيل، بما يحقق الخيرَ والتقدمَ دائماً وأبداً.. فهم الأمل والأماني التي نفخر بها ونحب أن نراها كشعوب عربية وخليجية.

*كاتب كويتي