ترتكز دولة الإمارات العربية المتحدة في سياساتها الخارجية وعلاقاتها الدولية منذ نشأتها إلى اليوم، على مبادئ أساسية، من أبرزها: الاحترام المتبادل بين الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، والتعاون بين الأمم، والحرص على تحقيق المصالح المشتركة لكل الشعوب، وحلّ النزاعات بالطرق السلمية، وهذه أُسس عامة تلتزم، أو بمعنى أحرى، تؤكد كل الدول تقريبًا التزامها بها.
ما يميّز دولة الإمارات هو أن هذه الأُسس تنظّمها مجموعة من القيم النبيلة التي أرساها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورسّخها قولاً وفعلًا، وعلى رأسها، بل والأساس المتين لها، قيمة الأخوّة الإنسانية، وهذا ما أكده سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، حين قال إن الدبلوماسية الإماراتية «مبنيّة على ثوابت لطالما آمنّا بها، وطبّقناها في كل مبادراتنا التي بنيناها مع دول العالم، إنها الأخوة الإنسانية، والمساواة بين البشر، وأولوية كرامة الإنسان».
فالأخوّة الإنسانية قيمة عظيمة حقًّا، وجديرة بأن تكون منطلق علاقات كل الدول والشعوب، إذ أنها تعني المساواة بين البشر، والشعور الحقيقي بأن كل الناس من شتى الأجناس والمشارب الثقافية أو الدينية أو العِرقية، هم من أصل واحد، وهم جميعًا ينتسبون إلى آدم، أبي البشر، عليه السلام، فأصلهم واحد ومصيرهم واحد أيضًا، ومن ثم فإن هذه القربى أساس لعمل مشترك يتيح للجميع العمل من أجل حياة أفضل للإنسانية جمعاء.
كما تَفترض الأخوّة الإنسانية استنادًا إلى المعنى السابق، أن يتعاون الناس فيما بينهم بما يخدم مصالحهم، ووفقًا لما أمر به ربهم عز وجلّ في كتابه العزيز: «وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا»، فالله خلقَهم من أجل أن يتعارفوا، بما في ذلك توحيد جهودهم وتنسيقها في مواجهة التحديات المشتركة التي تواجههم، ومشاركة العلوم والمعارف والخبرات فيما بينهم، لتحقيق المنفعة العامة.
وتنادي الأخوّة الإنسانية بالتسامح وقبول الآخر والتعايش المشترك، فالإيمان بأن البشر إخوة يستوجب بالضرورة أن يكونوا متسامحين مع بعضهم بعضًا، ومتعايشين بشكل سلمي، وحريصين عند ظهور نزاعات أو خلافات من الطبيعي أن تنشب بينهم، على أن يسلكوا الطرق الأخوية السلمية في تسويتها والتوصّل إلى حلول بشأنها، وهذا أمر أساسي لاستمرارية العلاقات الصحية بينهم.
وأخيرًا، توجِب الأخوّة الإنسانية دائمًا إيلاء الأولوية للإنسان الذي كرّمه الله سبحانه وتعالى على العالمين، بل وسخّر كل ما في الكون لخدمته، وهذا يعني أن يستهدِف التعاون الإنسان وسعادته.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية