تحرص دولةُ الإمارات على أن تبقى منارة للأخوّة والتسامح والعيش المشترك، وهذا هو نهجها منذ تأسيسها على يد المؤسّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي كان يقول إنّ «أهم نصيحة أُوجّهها لأبنائي هي البُعد عن التكبّر، وإيماني بأن الكبير والعظيم لا يصغّره ولا يُضعِفه أن يتواضع ويتسامح مع الناس، لأنّ التسامح بين البشر يؤدّي إلى التراحم، فالإنسان يجب أن يكون رحيمًا ومسالمًا مع أخيه الإنسان».
ولأنّ التاريخ مُعلِّم قدير، والحاضر يخبرنا أنّ ما يحدث في العالَم الآن من صراعات ونزاعاتٍ يعود معظمُها إلى سياسات التمييز والعنصرية ونبذ الآخر، فإن الأولوية يجب أن تكون لنشر قيم التسامح والعيش المشترك، وهو ما تؤمن به قيادتُنا الرشيدةُ، ممثّلةً في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والتي لا تدّخر جهدًا لدعم هذه القيم، وترسيخها على الصعيدَين الإقليمي والدولي. 
ودعمًا للتسامح بأشكاله كافة، واستمرارًا لما بدأته الدولة من جهود متواصلة منذ استحداث «وزارة التسامح» عام 2016 وصولا إلى تسمية 2019 «عام التسامح»، جاء القرار قبل أيام بتأسيس المركز الإقليميّ للتعايش «مركز منارة»، لتعميق قيم التسامح والحوار وتَقبُّل الآخر، والانفتاح على الثقافات المختلفة.
ومما لا شك فيه أن دولة الإمارات، ومن خلال سياساتها ونموذجها المميز في المنطقة، وبتدشينها «مركز منارة»، تُرسل رسائل إيجابية حول ضرورة التسامح والتعايش والعمل التنموي المشترك، وفي هذا الصدد، يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إن «الإمارات تنسج بنهجها الخيّر، الذي أرساه زايد، أنموذجًا عالميًّا في التسامح والتعايش، كسبَت به قلوب الملايين حول العالَم، فهناك الكثيرون على امتداد الوطن يُكنّون المحبّةَ لنا في قلوبهم.. يتعايشون معنا.. ويشاطروننا أحلامنا وتطلُّعاتنا».
وأُنشِئ «مركز منارة» مع رابطة مكافحة التشهير كشريكٍ رئيسي للتعاون في تنفيذ البرامج التعليمية والثقافية، والتي ستشمل إقامة علاقات مع الجامعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، لتعزيز قيم السلام والازدهار، من خلال نشر ثقافة التعايش المشترك عبر دورات تدريبية مخصّصة لطلاب الجامعات والمتعلّمين الشباب، بحيث يكون هذا المركز نموذجًا في مجال عمله، يعكس التزامَ دولة الإمارات بتعزيز السلام والتعايش، وخلق الفرص للشباب. 
وبهذا يُحقّق التسامح، الذي ما فتئت ترفع لواءَه دولةُ الإمارات، إنجازاتٍ متواصلة على صعيد العيش المشترك وقبول الآخر وترسيخ قيم التراحم والتكافل بين بني البشر بصرف النظر عن انتماءاتهم العِرقية والدينية والمذهبية، ليصبح العالَمُ أقوى لُحمةً، وبالتالي يكون قادرًا على التصدّي لما يواجهه من تحدّياتٍ لا يمكن التصدي لها إلا من خلال حشد جهود الجميع، من أجل التأسيس لعالم جديد حقًّا، أكثر تسامحًا وازدهارًا.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية