تحتفل دولة الإمارات اليوم، ومعها الكثير من دول العالم، بمناسبة عيد الأم، انطلاقاً من قناعة راسخة بعظيم فضل الأمهات، وتقديراً وعرفاناً بعطائهن الذي لا ينضَب، وتأكيداً على أنّهن سيبقَين على الدوام رمزاً للطُّهر والنقاء والصفاء والمحبة والمودة الخالصة والبذل بلا حدود ودون مِنّة ولا انتظارِ مقابل، وأن وجودهن في الحياة سيظل مصدر سعادة وطمأنينة ونعمة عظيمة لا تُقدّر بثمن.
والأمر الذي لا يختلف عليه اثنان في هذا المقام الجليل، مقام الأم، أن تكريم واهبات الحياة لا يقتصر على يوم في حدّ ذاته، وأن الاحتفاء بهنّ وبِرهن وتمجيدهن لا يحتاج إلى مناسبة ولا يرتبط بحدث، ولا ينطلق من واجب أو تكليف، إنّما هو شعور طبيعي ينبع من الفطرة السويّة، والتزام بَدَهِيّ يدفع إلى استشعار عظمة دورهن واستحضار ما قدّمنه ويقدّمنه لأبنائهن وأُسرِهن ومجتمعهن، ومن ثمّ إلى سلوك يقوم بالدرجة الأولى على تكريمهن أيّما تكريم، وجعْل بِرّهن ورضاهنّ غايةً ساميةً لا تحلو الحياة بدونها ولا تستقيم.
كل ذلك كان حاضراً على الدوام وما يزال وسيظلّ في مجتمع الإمارات الخيّر، الذي تقوم العلاقات بين الناس فيه على التراحم والتوادّ والتعاطف، والذي نشأ بنوه على المبادئ الرفيعة والقِيَم والعادات الأصيلة، فأدركوا أنّ حبّ الأم والوفاء لها هو منطلق الفضيلة والأساس الذي تُبنى عليه كل معاني الإخلاص والانتماء.
ولنا في هذه الفضيلة قدوة حسنة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يضرب كلّ عام أروع الأمثلة في تقدير مكانة الأم والاعتراف بفضلها، وهو ما يتجلّى في حرص سموّه على الاحتفاء بعيد الأم، والتأكيد على رفعة قدر الأمهات ومكانتهنّ، وأنّ «كل يوم يمرّ علينا.. هو يوم للأم نحتفي به.. فهي رمز العطاء الجزيل، ونبع القيم الذي لا ينضَب».
وإذ نحتفل اليوم بعيد الأم، لا بدّ لنا من توجيه تحيّة إكبار وإجلال واعتزاز، إلى أمّ الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي أنجبت خِيرة الرجال، ووهبت للإمارات فرسانًا حملوا الأمانةَ وكانوا أهلاً لها، وساروا بالركب وقادوه إلى حيث نتطلّع ونتمنى أن نكون في مقدّمة الدول والأمم والشعوب، ازدهاراً وتنميةً وتطوّراً نفاخر بها الدنيا.
سمو الشيخة فاطمة، رائدة تمكين المرأة، والأم التي يقدِّر فضلَها كلُّ إماراتي وإماراتية، قدّمت نموذجاً فريداً لمسيرة المرأة في هذا الوطن، حتى أصبحت شريكاً رئيسيّاً في الإنجاز ودعم مسيرة النهضة، فلِسموّها في هذا اليوم وكلّ يوم، وللأمهات في الإمارات أعذب التهاني وأطيبها، وأخلص الدعوات والابتهالات بأن يحفظهنّ الله، وأن يسبغ عليهنّ نِعَم الصحة والعافية والسعادة الدائمة، وكلّ عام وأمهاتنا جميعاً بألف خير. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية