ما زالت دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل مسيرتها الخيّرة للوقوف إلى جانب المحتاجين في كلّ مكان، حيث تكتسب مبادراتها الإنسانية زخمًا جديدًا كل عام، وتستهدف بها توفير شبكة أمان غذائي للفئات الأكثر احتياجًا، ولاسيّما في الدول التي تمرّ بتحدّيات تجعل من الصعب على أفرادها توفير مقومات العيش الكريم.
ومع الأحداث التي تعصف بالعالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، والكوارث الطبيعية التي عانتها بعض الدول، ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في معظم إرجاء المعمورة، باتت دولٌ فقيرة تعاني زيادة في عدد الفقراء، وشحًّا في الموارد وقلّة في الإمكانات؛ جاءت الإمارات لترسم البسمة على شفاه المُعوزين، وتُقدّم لهم يد العون من دون النظر إلى الجنس أو العِرق أو اللون.

فالعطاء طريقُها والإنسانية نهجها، وإغاثة الملهوف أينما كان هو الدرب الذي سارت عليه دولة الكرامة، بلد بناه زايد الخير، رحمه الله، وشهِد له القاصي والداني بالسخاء دونما انقطاع، وبالعطاء بلا مِنّة. 
نعم، ذلك هو «نهج زايد» الذي بات خلُقًا يتحلّى به شعبه ونهجًا لأبناء وطنه، فكم هو فخرنا- نحن عيال زايد- بأن يتربّع الوطن على عرش المانحين، وأن يكون «بلدَ وقْف المليار وجبة» في رمضان 2023، هذه المبادرة التي تستلهم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للعمل الإنساني المستدام، وفق مفهوم مؤسسي متكامل، يؤمن بأهمية بِناء شراكات فاعلة لتطوير الأداء والأدوات، بما يضمَن تحقيق المبادرات الخيرية لأهدافها، والوصول إلى مستحقِّي الدعم في جميع قارّات العالم؛ مما يبثّ في نفوسنا سعادة غامرة، ويهَبُنا حبّ الناس والعالم، ويزيدنا إصرارًا وتصميمًا على العمل الإنساني.
وتُشكّل مبادرة «وقف المليار وجبة» علامة فارقة في مسيرة العمل الإنساني في دولة الإمارات، وتأتي استكمالًا لحملات إطعام الطعام التي تم إطلاقها بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في الأعوام الثلاثة السابقة، بدايةً من «حملة 10 ملايين وجبة»، التي أُطلِقت في رمضان 2020 بتضامنٍ مجتمعي لتوفير الدعم الغذائي للمتضرّرين داخل الدولة من تداعيات أزمة وباء كورونا، مرورًا بـ«حملة 100 مليون وجبة»، التي أُعلِنت في رمضان 2021 كأكبر حملة إقليمية لتقديم الدعم الغذائي للمحتاجين في 20 دولة في المنطقة العربية وقارتَي أفريقيا وآسيا، و«حملة مليار وجبة» التي كانت في رمضان 2022 كأضخم حملة من نوعها إقليميًّا؛ وصولًا إلى «وقْف المليار وجبة»، بما يعزز مساهمة الإمارات النوعية في الجهد العالمي للقضاء على الجوع.
وتظلّ الإمارات بتوجيهات قيادتها الرشيدة وهِمّة أبنائها تحمِل رسالة خير وغوث ومساندة للإنسان أينما كان، ليبقى العطاء وإطعام الطعام عملًا مستدامًا على مدى السنين.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية