في خطبة الجمعة في السادس عشر من رمضان، أورد الخطيب حديثاً نبوياً: «إنَّ لله تعالى عباداً اختصهم بحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك هم الآمنون من عذاب الله».

وقال الخطيب، إن هذا الحديث، ينطبق على المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.هناك موقف ذو دلالة إنسانية، يعبر عن كنه وجوهر شخصية الشيخ زايد بكل تجلياتها، ويتلخص في أنه: لما فتح مول المارينا، كان الشيخ زايد يجول بسيارة، وتعرض لموقف من امرأة مواطنة، حدثت سموه عن سجن زوجها جراء تعثره في سداد الديون، فأمر فوراً الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد بالهاتف، قال له لا نريد أحداً على ذمتنا، وأن يخلي سبيل المسجونين جميعاً، وأن يكونوا قبل الإفطار عند أهاليهم، من مطلوب للدولة تسقط عنه الغرامة، والمطلوب لأحد، يُدفَعْ عنه ومن يعمل يعاد إلى عمله، ولا يتم تدوين الوقائع في سجلاتهم.

أطلقت دولة الإمارات «يوم زايد للعمل الإنساني» في عام 2012 الذي يوافق 19 من شهر رمضان الذي يتزامن مع ذكرى رحيل الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. «يوم زايد للعمل الإنساني» مناسبة ملهمة يحتفي بها شعب دولة الإمارات، بإبراز الدور الإنساني للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أقوال وأفعال ومآثر طيبة، كان لها تأثير إيجابي كبير، وطبعت سلوك مجتمع الإمارات ورسخت ثقافته الإنسانية التي سادت الأعمال الخيرية والجمعيات والهيئات والمؤسسات الخيرية والإنسانية في الدولة.

دور زايد الإنساني رسّخ قيمة العطاء التي انخرط فيها شعب الإمارات والمقيمون من مختلف الفئات العمرية.. فكانت بحق رسالة حسنة، جعلها الله في ميزان حسناته، وفي ميزان حسنات من يواصل هذه المسيرة الإنسانية التي تقدم الخير والعطاء للإنسانية جمعاء.

يوم زايد للعمل الإنساني، ذكرى عزيزة وعطرة بما تفوح به، من مآثر حية وذكرى طيبة تجسدت روحها في الأعمال الإنسانية للدولة التي تظهر بوضوح من خلال المساعدات الخارجية وإغاثة البلدان التي تعرضت للكوارث والزلازل، وأصبحت إسهامات الإمارات في النجدة ومد يد العون، تفوق كل المؤشرات، وحققت أرقاماً عالمية في مشاركاتها الأخيرة التي كانت الإمارات سباقة في فرق الإنقاذ وإيصال المساعدات الطبية والغذائية، لكل من سوريا وتركيا، بلغت نحو 217 رحلة، وهو أعلى رقم بين الدول المشاركة في تقديم المساعدات الطبية والغذائية.

«يوم زايد للعمل الإنساني» ذكرى ملهمة لتأكيد أهمية العطاء وقيمة التضامن، مناسبة تقدم كل عام دروساً تمثل موروثاً خلدّه «زايد الخير» رحمه الله، وبقيت حية في نفوسنا وذاكرتنا، ننهج من معينها للسير على فلسفته الإنسانية، وفي الوقت نفسه تستمد منها الأجيال الجديدة الصاعدة الدروس الكبرى في العمل الإنساني.

فلسفة زايد الإنسانية مستمرة بكل إخلاص وصدق على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يواصل البناء والعمران ويمد يد العون، ويبث الأمل للداخل والخارج، ولم يألُ جهداً في إيصال المساعدات إلى الدول المحتاجة، خاصة في الأزمات والكوارث، حيث تجد دوماً جهود الإمارات ومساهماتها الإنسانية لمد يد العون للمحتاجين في كل مكان تطاله أزمة أو تحل به كارثة.

* سفير سابق