بينما ينتقد السياسيون «الجمهوريون» وول ستريت بسبب مبادراته المناخية، تحاول مجموعةٌ أخرى من المحافظين تغيير القلوب والعقول في المقاطعات الريفية وعواصم الولايات بشأن فوائد تحول الأمة إلى الطاقة النظيفة.

وفي قاعات البلديات والمحاكم ودُور الولاية عبر ولايات الغرب الأوسط والجنوب والأبلاش، اجتمع أعضاءُ «شبكة الطاقة المحافظة» مع المزارعين وملاك الأراضي والإنجيليين والمشرعين بالولاية لإقناعهم بأن طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من أشكال الطاقة المتجددة مفيدة في المحافظة على حقوقهم وأصواتهم. لكن المجموعة تتجنب مصطلح «الطاقة الخضراء». وبينما يقول أعضاؤها، إنهم يصدقون أقوال العلم حول تغير المناخ، فإن «صافي الصفر» (أو صفر كربون) واتفاق باريس للمناخ ليسا في قمة اهتماماتهم.

وبدلاً من ذلك، تركز رسالتهم بشكل مباشر على استقلال الطاقة والأسواق الحرة وحقوق الأراضي واختيار المستهلك. تقول بريتاني تيسلر، الرئيسة المؤقتة للمنظمة غير الربحية ومقرها ميشيجان: «بصراحة تامة، غاب صوتنا المحافظ عن المناقشات السياسية لفترة طويلة جداً، خاصة على مستوى الولاية والمستوى المحلي». تأسست شبكة الطاقة المحافظة في عام 2016 من قبل الاستراتيجي الجمهوري الراحل مارك بيشيا، الذي كان يعمل في سياسة ميشيجان وفي لجنة الكونجرس الجمهوري الوطني.

بحلول عام 2021، كانت الشبكة تجلب 7.4 مليون دولار من التبرعات، وفقاً لأحدث ملف ضريبي، مع تمويل من مجموعات بما في ذلك مؤسسة الطاقة، التي تشارك مع مؤسسات أخرى، بما في ذلك تلك المرتبطة بمؤسسة هيوليت باكارد وشركة هوم ديبوت وملياردير صندوق التحوط الراحل جوليان روبرتسون. أحد أكبر التحديات التي تواجه «شبكة الطاقة المحافظة» هو مكافحة المعلومات المضللة المتعلقة بالطاقة المتجددة. تقول تيسلر: «نقضي الكثير من الوقت في محاولة إقناع الناس بأنهم لن يصابوا بالسرطان من توربينات الرياح.. نحاول تحييد السمية السياسية لقضايا الطاقة النظيفة».

وبالإضافة إلى السعي لتثقيف المسؤولين المحليين والدوليين، وضعت «شبكة الطاقة المحافظة» إعلاناتٍ على مواقع الويب ذات الميول اليمينية، مثل «ديلي كولر» و«فوكس نيوز»، لإيصال رسالتها. كما أنها تُجري استطلاعاتٍ للرأي: أظهر استطلاع الشبكة الأخير أن 80% من الناخبين الأميركيين يريدون اتخاذ إجراءات حكومية لتعزيز الطاقة المتجددة. وتقول شبكة الطاقة المحافظة، إنها تعمل مع مجموعات محافظة أخرى في 24 ولاية.

وتشير تيسلر إلى أن مشروعاً شعبيا تقوم بإدارته، هو «تحالف الأرض والحرية»، وإنها تعمل مع المسؤولين المحليين الذين وافقوا على مشاريع الطاقة المتجددة وساعدوا في تأمين تصاريح لمزارع الرياح والطاقة الشمسية التي تنتج ما لا يقل عن 2.8 جيجاوات من الطاقة. وتضيف أن أحد أكبر انتصاراتها حتى الآن كان في فلوريدا، حيث عملت «شبكة الطاقة المحافظة» ومجموعات أخرى مع مكتب الحاكم الجمهوري رون ديسانتيس للمساعدة في إقناعه باستخدام حق النقض ضد مشروع قانون من شأنه أن يعاقب أصحاب المنازل الذين يستخدمون الألواح الشمسية.

وفي ساوث كارولينا، استفادت المجموعة من العلاقات مع المشرعين الجمهوريين هناك للمساعدة في تمرير قانون حرية الطاقة في عام 2019. وتقول تيسلر إن شبكة الطاقة المحافظة لا تتفق دائماً مع سياسات الجهات المانحة، لكننا نجد أرضيةً مشتركة في إيماننا بأهمية الانتقال إلى الطاقة النظيفة. وفي الوقت الحالي، تقول الشبكة إنها تعمل على تثقيف مسؤولي الولايات الحمراء حول كيفية الاستفادة من قانون المناخ التاريخي للرئيس بايدن، وهو قانون خفض التضخم الذي تم تمريره العام الماضي دون تصويت الجمهوريين.

ومن المقرر أن تخصص حوالي 370 مليار دولار لمشاريع خضراء يمكن أن تعمل على ربط الأميركيين من خلال الطاقة المتجددة. مع توسع مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية في جميع أنحاء البلاد، تقول «شبكة الطاقة المحافظة» إنها ستركز الآن على الأرض اللازمة لبناء خطوط نقل لمشاريع الطاقة النظيفة. وبالنسبة إلى أي تأثير من رد الفعل الجمهوري العنيف ضد الاستراتيجيات البيئية والاجتماعية والحوكمة، تقول تيسلر إن ذلك لا يحدث في «الغرف التي نتواجد فيها. إنه يحدث في أخبار القنوات الفضائية، بينما نعمل على تطوير السياسات التي ستكون مستدامة على المدى الطويل».

سايجل كيشان*

*صحفي لدى «بلومبيرج»

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنسينج آند سيندكيشن»