وافقت شركة «الكيم» الأسترالية لتعدين الليثيوم على الاستحواذ على منافستها الأميركية «ليفينت»، في صفقة لجميع الأسهم ستتمخض عن شركة تبلغ قيمتها 10.6 مليار دولار، مع استمرار القطاع في الاندماج في غمرة ارتفاع الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية. وقال منتجا الليثيوم في بيان يوم الأربعاء 10 مايو الجاري إنهما سيندمجان في شركة «إيكولز»، لتأسيس شركة جديدة ستدرج أسهمها الأولية في نيويورك. وعند الانتهاء المتوقع من الصفقة بحلول نهاية العام، سيمتلك مساهمو «الكيم» نحو 56 بالمئة من الشركة المندمجة وسيحتفظ مستثمرو ليفينت بالباقي. ويؤدي الدمج إلى إنشاء منتج لليثيوم مع مناجم في الأرجنتين وكندا بإنتاج يبلغ نحو سبعة بالمئة من الإمداد العالمي في عام 2023. وأوضحت الشركتان في عرض أن الكيان الجديد سيصبح ثالث أكبر منتج لليثيوم في العالم من حيث الحجم المتوقع بحلول عام 2027. 
وارتفعت أسهم «ليفينت» 2.8% إلى 24.92 دولار في الساعة 10:56 صباحاً من الأربعاء في نيويورك، بعد أن كسبت في وقت سابق ما يصل إلى 4.2%. وأغلقت أسهم «الكيم» على ارتفاع بنسبة 0.6% في أستراليا، بينما ارتفعت أسهمها الكندية 9.6%، وهي أكبر قفزة خلال يوم منذ 28 مارس. وأدى انخفاض أسعار كربونات الليثيوم، وهو شكل شبه معالج من المعدن الرئيسي المستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية، إلى حدوث طفرة في نشاط الاندماج، حيث يُنظر إليه على أنه طريقة فعالة لتوسيع القدرات بدلاً من تطوير مشروعات جديدة من الصفر. والانخفاض في تقييمات الأسهم لبعض عمال المناجم يجعلها أكثر جاذبية للمشترين الذين يرغبون في الاستحواذ على شريحة من السوق التي تشكل جزءاً رئيسياً من الانتقال إلى طاقة أنظف. وتتابع شركة البيمارلي، أكبر منتج في العالم، آفاق شركة لاينتاون ريسورسيز الأسترالية، بينما قام المنتج الصيني تاينكي ليثيوم في الآونة الأخيرة بمحاولة للاستحواذ على ايسنشيال ميتالز. وذكرت شركة فورتسكيو ميتلز العملاقة لخام الحديد الأسبوع الماضي إنها تبحث عن أصول من الليثيوم في أميركا الجنوبية. 
وذكر «سيمون موريس»، رئيس شركة «بنشمار مينرالز انتيليجانس»، في تدوينة على موقع لينكدإن، أن «منتجي الليثيوم» يتعين أن يصبحوا أكبر بكثير، ولديهم طموح أكبر بكثير مما ظهر حتى الآن، وأن يصبحوا الجيل التالي من بيوت «السلع الأولية الرئيسية». وسيقود بول جريفز الرئيس التنفيذي لشركة «ليفينت» الشركة الجديدة، بينما سيتولى «بيتر كولمان»، مدير شركة «الكيم» والرئيس السابق لشركة «وودسايد إنيرجي»، رئاسة الشركة. وسيقدم «مارتن بيريز دي سولاي» الرئيس التنفيذي لشركة «الكيم» خدمات استشارية للمساعدة في تسهيل الاندماج. وقال جريفز في البيان: «كشركة مشتركة، سيكون لدينا النطاق المعزز، ونطاق المنتجات، والتغطية الجغرافية، وقدرات التنفيذ لتلبية طلب عملائنا المتزايد بسرعة على كيماويات الليثيوم». 
ومن المتوقع أن تحقق الصفقة ما يقدر بنحو 125 مليون دولار من المدخرات السنوية قبل خصم الضرائب ومدخرات رأسمالية لمرة واحدة تبلغ 200 مليون دولار. وتمتلك شركة «الكيم» عمليات في أستراليا والأرجنتين وكندا، وقد ترددت شائعات بأنها هدف محتمل للاستحواذ على مجموعة ريو تينتو. وتمتلك «لفينت» إنتاجاً من المحلول الملحي في الأرجنتين، ومشروعاً لليثيوم قائماً على الصخور الصلبة في كيبيك ومصافي الليثيوم في الولايات المتحدة والصين. كما أبرمت الشركة اتفاقية توريد مع شركة بي.إم.دبليو لصناعة السيارات. 

وقالت «سوزان زو»، المحللة في ريستاد إنيرجي، إن الاندماج سيعزز مكانتهما في الأرجنتين وكندا «ويعزز المبيعات العالمية في وقت يصحح فيه سوق الليثيوم الانتعاش الكبير العام الماضي». وشبهت الصفقة بصفقة الاندماج عام 2021 بين جالاكسي ريسورسيز وأوروكوبر التي تمخض عنها شركة الكيم. وجوردون ديال هو المستشار المالي لشركة ليفينت، بينما يقدم بنك يو.بي.إس ومورجان ستانلي النصح لشركة الكيم. وربما كان الدافع وراء هذا الارتباط جزئياً بقانون الحد من التضخم الأميركي الذي يحدد نسبة معينة من المعادن في بطارية السيارات الكهربائية يجب استخراجها أو معالجتها في البلدان التي لديها صفقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة. وهذا يدفع الصناعة للبحث عن الإمدادات من البلدان التي قد تستفيد من الإعفاء الضريبي وهذا قد يشمل كندا. وقد تعقد واشنطن صفقة معادن كبيرة مع الأرجنتين في مرحلة ما. 
وستمكن مجموعة «ليفينت-الكيم» شركات التعدين من مشاركة طرق الإنتاج مثل استخراج الليثيوم المباشر، وهي عملية تستهدف تسريع الإنتاج مع تقليص استخدام المياه، وفقاً لجوردان روبرتس، محلل المواد الخام للبطاريات في فاستماركت نيوجن. وذكر روبرتس أن «ليفينت» تستخدم مثل هذه التكنولوجيا منذ ما بين 15 و20 عاماً، لذا ستستفيد عمليات المحلول الملحي في «الكيم» من هذا المزيج. وذكر أن مشروع «ليفينت» في كيبيك سيستفيد أيضاً من خبرة «الكيم» في استخراج الليثيوم من الصخور الصلبة. 

إيفون يو لي وجيمس فيرنيه ووآني لي

صحفيون متخصصون في الشؤون الاقتصادية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنيج آند سينديكيشن»