يقع كوكب الأرض في مجرة درب التبانة، وتضم تلك المجرة التي ننتمي إليها (400) مليار نجم مثل الشمس يدور حول كل منها عدد من الكواكب.
أحد العلماء قال ببساطة: لو أن كل نجم تدور حوله (5) كواكب، فإن عدد كواكب مجرتنا يكون حاصل ضرب (5) كواكب في (400) مليار نجم، أي (2) تريليون كوكب. 
وإذا ما عرفنا أن عدد المجرات في هذا الكون قد يزيد على (2) تريليون مجرة، فإن إجمالي عدد الكواكب في الكون يساوي حاصل ضرب (2) تريليون كوكب في (2) تريليون مجرة.. وهو رقم أسطوري لا يمكن تخيّله.
ويذهب عدد كبير من العلماء إلى أنه لا يمكن أن نكون وحدنا في هذا الكون، إذْ ليس من المنطق أن تكون هذه التريليونات اللانهائية من الكواكب كلها فارغة، فيما عدا كوكبنا. وسيكون الأمر مخالفاً لقواعد علم الإحصاء، والأرجح أنه ستوجد كائنات عاقلة وحضارات متقدمة في عدد كبير من الكواكب.
بطبيعة الحال لا تَصلُح كل هذه الكواكب لإقامة الحياة فيها، فإذا ما كان الكوكب قريباً من الشمس تبخرت السوائل من على سطحه، وإذا كان بعيداً تجمّد كل شيء. وعلى ذلك فإن الكواكب التوأم، أي تلك الكواكب الشبيهة بالأرض هي التي يمكن إقامة حياة عليها.
ويُقدِّر العلماءُ عددَ الكواكب التي تشبه كوكبَ الأرض في مجرتنا وحدها بـ(6) مليار كوكب، منها (300) مليون كوكب صالح للحياة، وهي نسبة ضئيلة بالمقارنة مع إجمالي (2) تريليون كوكب في المجرة.
وفي تقدير آخر يقول العلماء: حتى لو كانت النسبةُ كوكباً واحداً في كل مليار مجموعة شمسية، أي كوكب واحد من كل مليار نجم بكواكبه.. توجد عليه حياة، فإن في مجرتنا (400) كوكب تصلح بكل تأكيد. لكن المسافات الشاسعة هي التي تعطل التواصل بين الكواكب ذات الحياة، إذْ يبعد أقرب كوكب توأم عن الأرض (20) سنة ضوئية، أمّا المسافة بين طرفيْ مجرّتنا فهي (100) ألف سنة ضوئية، وهي مسافات يصعب التقاط الإشارات بين سكان الكواكب خلالها.
وفي افتراض علمي نُشِر مؤخراً، ذهب البعض إلى أن الإشارات الراديوية الصادرة من الأرض كافية لالتقاطها من أية حضارة متقدمة، فهناك الإشارات الصادرة من البثّ الإذاعي والتليفزيوني، والإشارات الصادرة من الرادارات العسكرية، والإشارات الكثيرة الصادرة من أبراج الهاتف المتحرك، ثم إن هناك الإشارات الصادرة من المركبات الفضائية التي وصلت القمر، أو التي واصلت حتى المريخ، يُضاف إلى هذا كله الإشارات الصادرة من الأقمار الاصطناعية التي تدور في مدارات منخفضة حول الأرض والتي سيصل عددها في عام 2030 إلى نحو (100) ألف قمر اصطناعي.
يتجادل العلماء في شكل الحياة المحتملة في الكواكب الأخرى، فلربما كانت غير حياة الإنسان تماماً، ولربما كانت الحضارات المتقدمة في الفضاء تعلم بوجودنا لكنها تحتقر مستوى حضاراتنا، وتراها أدنى من أن تستحق الاهتمام بها، بينما يخشى علماءٌ من الاستمرار في لفت الانتباه، إذ لربما جاءت حضارةٌ أقوى وقضت علينا.
وسط ذلك كله ما يزال صوتُ العالِم الشهير «أنريكو فيرمي» يتردد: لماذا لم نتلقَّ أيةَ رسائلَ حتى الآن؟ لماذا لم نصل إلى أي أحد في مليارات العوالم هذه؟.. أين ذهب الجميع؟

*كاتب مصري