تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تحقيق الإنجازات تلو الأخرى؛ ولا يكاد يمر يوم لا يكون فيه تطور أو حدث أو إنجاز، سواء على المستوى المحلي أو المستوى الخارجي؛ ذلك أن الإنجاز والتميز، أصبحا صفات ملازمة لدولة الإمارات؛ فحالة الصعود المستمر في مختلف المجالات تكاد تكون بالفعل أمراً غير مسبوق سواء على مستوى المنطقة أيضاً والعالم؛ والشواهد على هذا كثيرة وجلية. وها هي الدولة تحقق إنجازاً آخر فريداً؛ حيث احتل جواز السفر الإماراتي المرتبة السابعة عالمياً بين أقوى الجوازات، بحسب موقع "باسبورت إيندكس"؛ فقد نقل الحساب الرسمي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي على "تويتر" عن الموقع المتخصص، أن جواز السفر الإماراتي يسمح لحامله بدخول 159 دولة من دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة. وحلت ألمانيا في المركز الأول والولايات المتحدة وفرنسا في المركز الثاني واليابان في المركز الثالث.
وينطوي هذا الإنجاز الجديد على أهمية كبيرة ولا شك أن له دلالات متعددة من بينها: أولاً، مؤشر على المكانة العالمية التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فقوة جواز السفر تأتي بالدرجة الأولى من مكانة الدولة وقوتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية على الساحة الدولية. وهذا الإنجاز، كغيره، يعكس قوة الإمارات الناعمة، ويثبت قدرتها على توظيف إمكاناتها ومختلف عناصر قوتها لخدمة مصالحها الوطنية، وتعزيز مكانتها العالمية. ثانياً، يؤكد مدى الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه لله، بالمواطنين، والعمل بكل مثابرة على تحقيق كل ما من شأنه أن يسعدهم ويوفر لهم سبل الراحة سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها؛ حيث تفتح مكانة جواز السفر المتقدمة هذه الباب أمام الإماراتيين للذهاب بكل سهولة إلى معظم دول العالم دون تأشيرة مسبقة، ما يسهل عليهم وييسر لهم تحقيق أهدافهم وغاياتهم من السفر للخارج سواء كان ذلك للتعليم أو التطبيب أو ممارسة الأعمال أو أو التجارة أو السياحة والترفيه. ثالثاً، دليل على أن دولة الإمارات تسير على الطريق الصحيح، وهي تخطو بثبات نحو تحقيق رؤيتها في أن تكون من بين أفضل دول العالم في كل المجالات، بحلول الذكرى الخمسين لتأسيسها. فالإمارات بهذا الإنجاز تقترب جداً، وأكثر مما هو متوقع، من تحقيق هدفها في تعزيز قوة جواز السفر الإماراتي بأن يصبح من أقوى خمسة جوازات سفر في العالم، انسجاماً مع رؤية الإمارات 2021؛ وهو الهدف الذي كانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي قد حددته العام الماضي، بناء على توجيهات سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي. فمع حصول الجواز الإماراتي على المرتبة السابعة عالمياً وحفاظه بالطبع على المرتبة الأولى عربياً، تصبح الإمارات قريبة جداً من تحقيق إنجاز آخر من إنجازاتها المتميزة. رابعاً، يمثل نجاحاً بارزاً لدبلوماسية الدولة التي يقودها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان؛ فلا شكَّ أن تحقيق الإمارات هذه المكانة وتعزيز قوة جواز سفرها لينتقل من المرتبة التاسعة إلى السابعة في غضون فترة وجيزة جداً لم يأتِ من فراغ؛ وإنما هو ثمرة لجهود مشهودة كبيرة، حيث جاءت هذه النتيجة بعد جولات مهمة قام بها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى العديد من دول العالم، بهدف تطوير علاقات الدولة الخارجية، والارتقاء بها إلى أعلى المستويات الممكنة. خامساً، يعكس هذا الإنجاز أيضاً الصورة الإيجابية للإماراتيين في الخارج، باعتبارهم سفراء لبلدهم وفي الوقت نفسه يعبرون عن نموذج الإمارات في الانفتاح والتسامح والتعايش المشترك والاندماج في الثقافات والحضارات المختلفة. وهو لا شك يعمق الثقة العالمية بالمواطن الإماراتي وسلوكه الحضاري. ففتح الدول أبوابها للزوار من الخارج من دون قيود، مرتبط إلى حد كبير أيضاً - بالإضافة إلى العوامل الأخرى المتعلقة بمكانة الدولة وقوتها - بشعب ورعايا الدولة والأخلاق والقيم التي تحكم حياتهم وسلوكهم وتصرفاتهم أينما حلو وارتحلوا.

 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية