تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم العالمي لشلل الأطفال، الذي يصادف الرابع والعشرين من أكتوبر من كل عام، بينما تقود الإمارات الجهود الدولية لاستئصال هذا المرض والتخلص منه على مستوى العالم. ويحتفل العالم هذا العام بهذا اليوم تحت شعار «نهاية شلل الأطفال الآن»، حيث تأمل منظمة الصحة العالمية أن يكون العالم عام 2019 خالياً من هذا المرض. وهذا هدف طموح ولكنه واقعي بالنظر إلى الجهود الجبارة التي بذلتها دولة الإمارات ضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الذي يقود الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال والإعلان قريباً عن عالم خالٍ من المرض. وقد حققت هذه المبادرة والجهود الأممية نتائج باهرة، وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى انخفاض حالات الإصابة بالمرض من نحو 350 ألف حالة عام 1988 إلى 22 حالة في عام 2017 على مستوى العالم، وقد شهدت الأعوام القليلة الماضية ومنذ إطلاق مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، انخفاضاً كبيراً في الإصابات، كما توسع نطاق اللقاحات ليصل إلى كل المناطق التي ما زالت تعاني المرض.
ولا شك أن هذا الإنجاز البارز لم يتحقق من فراغ وإنما جاء نتيجة جهود دولية جبارة قادتها الإمارات بكل فاعلية وكفاءة، فدور الإمارات كان حاسماً، حيث أقامت العديد من الشراكات المثمرة إقليمياً ودولياً، ومع القطاعين العام والخاص والمنظمات المعنية والمتخصصة، وأسهمت بشكل كبير في جهود التوعية بالمرض على كل الصعد، وقدمت مساهمات مالية سخية، وقامت أيضاً بدور رئيسي في حشد الموارد اللازمة، حيث استضافت العديد من الأنشطة والفعاليات من أجل ذلك، ومنها الدورة الأولى من «قمة اللقاحات العالمية» عام 2013 التي احتضنتها أبوظبي وأثمرت عن تعبئة أربعة مليارات دولار أميركي على شكل التزامات عالمية في سبيل تخليص العالم من شلل الأطفال نهاية عام 2018، كما نفذت حملات تطعيم واسعة، ويستفيد من حملات الإمارات لمكافحة المرض 400 مليون طفل سنوياً حول العالم، بينما بلغ مجموع ما قدمته الدولة بهذا الشأن 167 مليون دولار، ومن المعروف أن توفير اللقاحات يسهم في خفض الإصابة بمرض شلل الأطفال بنسبة كبيرة.
إذن لا عجب مع النتائج الباهرة التي تحققت نتيجة للجهود العالمية التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بينما يقترب العالم بالفعل من تحقيق هدف طال انتظاره وهو القضاء على شلل الأطفال، وهناك أمل كبير أن يدخل العالم عام 2019 وهو خالٍ من هذا المرض. ولا شك أن لهذا الأمر وقعه الذي لا يوصف ليس لدى الأفراد أو الأسر التي عانت هذا المرض وتعانيه فقط، ولكن أيضاً على المستوى المجتمعي العالمي، وذلك بسبب خطورة هذا المرض المعدي، حيث من الممكن أن ينتقل الفيروس بسهولة إلى بلدان خالية منه، وأن ينتشر سريعاً بين الأطفال غير المطعّمين ضده. كما أن للتخلص من هذا المرض عائدات اقتصادية جمة، وتشير مصادر منظمة الصحة العالمية أن ذلك سيوفر على العالم من 40 إلى 50 مليار دولار على مدار العقدين المقبلين.
لقد حققت الجهود الإماراتية التي تجسد مبادئ إنسانية سامية تنطلق من اعتبارات أخلاقية، وشعور صادق بالمسؤولية تجاه مختلف شعوب العالم من دون استثناء، نجاحاً منقطع النظير، وها هو مرض شلل الأطفال الذي أثقل كاهل مئات الآلاف وربما الملايين من الأسر حول العالم يشرف على الانقراض، حيث لم يتبقَّ سوى حالات معدودة منه في العالم.
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية