جاء يوم التطوع العالمي، الذي يحلّ في الخامس من ديسمبر من كل عام، حاملاً بين ثناياه الكثير من الدلالات التي تثبت يوماً بعد يوم مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة المميزة ودورها الرائد، في ترسيخ قيمتَي العطاء والتطوع كنهج إنساني مؤثر، تمارسه في كل تشريعاتها وسياساتها واستراتيجياتها القائمة على مساعدة المحتاجين، في جميع بقاع الأرض، مهما اختلفوا في الدين واللغة والعرق، انطلاقاً من رؤيةٍ أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وواصل السير على نهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالنظر إلى أهمية ترسيخ ثقافة التطوع في نفوس الأفراد والمؤسسات والمجتمعات.
وخلال فعاليات «ملتقى أبوظبي عاصمة التطوع 2020» الذي عقد تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات، وتزامناً مع اليوم العالمي للتطوع، أطلقت مؤسسة الإمارات مؤخراً مبادرة «كبار المتطوعين»، المنبثقة من محاور وأهداف «السياسة الوطنية لكبار المواطنين»، وذلك دعماً للحوافز الوطنية والقيَمية والمجتمعية للعمل التطوعي؛ حيث قال معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، العضو المنتدب لمؤسسة الإمارات: «تلعب المؤسسات التطوعية في دولة الإمارات العربية المُتحدة دوراً محورياً لإطلاق برامج ومبادرات من شأنها أن تعزز العمل التطوعي وتمكن الشباب من المُشاركة بفاعلية في مسيرة التنمية، وأصبح التطوع جزءاً من الهوية الوطنية للفرد الإماراتي».
لقد جاء إعلان «الرابطة الدولية للجهود التطوعية» في أكتوبر الماضي، اختيار العاصمة أبوظبي لاستضافة المؤتمر العالمي الـ26 للتطوع عام 2020، لتكون بذلك أول مدينة في العالم العربي تستضيف أكبر تجمع عالمي لخبراء وممارسي العمل التطوعي، في إشارة واضحة إلى مكانة دولة الإمارات في مجالات التطوع على المستوى العالمي، كما يؤكد أن دولة الإمارات تزخر بالتنوع والتعددية من حيث الجنسيات من كل أنحاء العالم، واستضافتها «للمؤتمر العالمي الـ26 للتطوّع»، يعد فرصة عظيمة للاستفادة من الخبرات واستعراض تجربة الإمارات في هذا المجال.
ويعدّ إطلاق «ملتقى العطاء العربي» الخامس، في ختام أعماله بالرياض، في نوفمبر الماضي، 10 مبادرات مبتكرة، تحت شعار «على خطى زايد»، انسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، بترسيخ ثقافة العمل التطوعي والإنساني، وذلك في إطار حزمة من البرامج الهادفة إلى استقطاب الشباب وتأهيلهم وتمكينهم في مجال العمل الإنساني، محلياً وعالمياً.
إن يوم التطوع العالمي، يوجب الإشارة إلى الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في هذا المجال، عبر العديد من مؤسساتها، التي تنظر إلى دور ثقافة العمل التطوعي في تعزيز التنمية المستدامة، وبناء مستقبل أفضل للأجيال الجديدة، حيث تعدّ المنصة الوطنية للتطوع «متطوعين. إمارات»، التي بلغ عدد المتطوعين فيها 329 ألفاً و349 متطوعاً، إحدى أهم المبادرات الهادفة إلى توسيع نطاق العمل التطوعي، وترسيخ المسؤولية المجتمعية، وإيجاد منظومة متكاملة ومستدامة للعمل التطوعي.
لقد عملت حكومة دولة الإمارات، على اعتماد العديد من المبادرات والبرامج التي تحفز الشباب على العمل التطوعي، وتعزز لديهم قيم المسؤولية الاجتماعية وتدربهم على الاستجابة للتعامل مع الأزمات التي تواجهها الشعوب في كل مكان، حيث يُنظر إلى «هيئة الهلال الأحمر الإماراتي» بأنها إحدى أهم المؤسسات التي استطاعت جذب المتطوعين وإشراكهم في أنشطتها، حيث توفر الهيئة برامج تطوعية عدّة، وتعمل على إعداد كادر ضخم من المتطوعين الذين انتشروا في العديد من الدول، التي تشهد كوارث وأزمات، مقدمين الدعم والمساندة لضحاياها، ليسهموا في تخفيف وطأة معاناتهم، في أحلك الظروف، لترسي بذلك قواعد ثابتة في تعزيز مسيرة العمل التطوعي كنهج وممارسة وقيمة أخلاقية، أساسها التكافل والإيثار ونجدة الملهوفين.
* عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.