ها قد دنا عام «زايد الخير» من الرحيل، ولكن يبقى إنجاز المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- بتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة خالداً عبر التاريخ وشاهداً على رؤيته وقوة بصيرته على قدرة مواطن الإمارات على حمل راية البناء والتطوير ورفع اسم الإمارات بين الأمم. ولقد عاش شعب الإمارات عام 2018 بالكامل وهو يحتفل بإنجازات الشيخ زايد – رحمه الله – عملاً بدعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله بتجسيد المكانة الاستثنائية والفريدة التي يمثلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان‏? ?-? ?طيب ?الله ?ثراه ?- ?لدى ?كل ?إماراتي، ?وعلى ?المستويين ?العربي ?والدولي. ?فهو ?الأب ?المؤسس ?الذي ?لم ?يبخل ?يوماً ?بتوجيه ?موارد ?الدولة ?منذ ?نشأتها ?لصالح ?شعبها ?موقناً ?بأن ?الرجال ?هم ?الذين ?يصنعون ?الحضارة، ?والمال ?إنما ?وسيلة ?للمساعدة ?على ?ذلك. ?ولقد ?أكد ?على ?ذلك ?بمقولته ?الشهيرة: «إن الثروة ليست في الإمكانات المادية وحدها وإنما الثروة الحقيقية للأمة هي في رجالها وأن الرجال هم الذين يصنعون مستقبل أمتهم». ولقد ثبتت رؤية وسياسة الشيخ زايد – رحمه الله – في المجالين، تسخير المال لخدمة الشعب، والاعتماد على المواطن لبناء الدولة وكتابة صفحات من ذهب على المستوى العربي والإسلامي والعالمي. ولذلك تم توجيه الثروة المادية لتدعيم أسس دولة الاتحاد ومؤسساتها بجانب الاستثمار في مجالات التعليم والصحة والأمن والإسكان والتراث، وتعزيز دور المرأة في المجتمع والبيئة والأعمال الإنسانية وغيرها الكثير. كما أثمر الاعتماد على المواطن الإماراتي في تحقيق العديد من الإنجازات ليس فقط على المستوى العربي بل على المستوى العالمي أيضاً. ولعل من أبرز الإنجازات التي تحققت على أيد «أبناء زايد» في عام «زايد الخير» إنجاز فريق عمل مؤهل ومتخصص في وزارة الخارجية والتعاون الدولي عمل أعضاؤه لشهور طويلة على تدعيم مكانة «جواز السفر الإماراتي» حتى احتل المرتبة الأولى عالمياً، وأصبحت 167 دولة تثق في ذلك المواطن «ابن زايد»، وتسمح له بدخول أراضيها من دون تأشيرة. أضف إلى ذلك إطلاق القمر الصناعي «خليفة سات»، والذي تم تطويره بالكامل من خلال فريق عمل من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولقد شهد قادة العالم بعظمة إنجازات الشيخ زايد – طيب الله ثراه – من خلال العديد من التصريحات التي صدرت من أبرز هؤلاء القادة ومن ضمنهم الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة التي قالت عنه يوماً: (إننا لمعجبون بالقيادة الحكيمة والخبيرة التي تمارسونها كرئيس والنجاح الاقتصادي الذي حققته بلادكم ماثل للعيان.. ماثل في المدن الجميلة والمنظمة وماثل في شبكة الطرق الممتازة وفي المطارات والموانئ وفي الاتصالات الحديثة التي تربط أبناء بلدكم بالعالم الخارجي، وفي البيئة الخضراء التي يتمتع بها مواطنوكم في الأماكن التي لم يكن فيها يوماً إلا صحراء، ولم توجهوا ثروة أو تفكير وطاقة بلادكم للأشياء المادية فقط، ولكنكم وضعتم الأساس لما هو اليوم نظام تعليمي حديث وشامل استعداداً لمتطلبات القرن الحادي والعشرين).
وقد قال عنه أيضاً الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر: (لا يملك المرء إلا أن يُبدي إعجابه بزعامة صاحب السمو الشيخ زايد وحنكته السياسية، وهذه المنجزات العمرانية والحضارية الهائلة التي تحققت بدولة الإمارات بفضل قيادة سموه في زمن قياسي). ذلك هو زايد الخير – طيب الله ثراه – في عيون العالم، وهو قبل ذلك ودوماً في عيون وقلوب أبنائه الذين قطعوا على أنفسهم العهد بالحفاظ على إنجازات زايد وحماية تراب الوطن والعمل بكل جد واجتهاد على تطوير الإمارات ورفع رايتها فوق هامات السحب ليبقى إرث زايد خالداً على مر التاريخ.