استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، وإمارة أبوظبي على وجه التحديد، نيل مراتب متقدمة عالمياً في العديد من المجالات؛ وأهمها استقطاب كبرى الفعاليات الدولية، من مؤتمرات وندوات وقمم عالمية متخصصة، لتتمكن الإمارة، وخلال سنوات قليلة من القيام بدور مؤثر ورئيس في قطاع صناعة المعارض والمؤتمرات، بالتعاون مع شركاء استراتيجيين، من دول ومنظمات، ووضع بصمة مشرقة لها على سلّم التميز والكفاءة والتنافسية، مؤكدة ريادتها في قيادة العديد من القطاعات الحيوية، كالسياحة والنقل والاتصالات والصناعة والطاقة، وصناعة مستقبل مستدام لها.
ويعبّر فوز إمارة أبوظبي باستضافة مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)، في عام 2019، عن الإنجاز الذي حققته في استشراف مستقبل القطاعات الاقتصادية الحيوية عالمياً، من خلال تنظيمها وقيادتها لكبرى الفعاليات الدولية، التي تشير إلى مقدار الثقة بمكانة دولة الإمارات بشكل عام، وأبوظبي بشكل خاص في صياغة مستقبل مستدام للقطاع الصناعي العالمي، وخاصة أنها تعدّ أول مدينة يتم اختيارها في منطقة الشرق الأوسط لعقد المؤتمر فيها؛ حيث قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي: إن «اختيار أبوظبي لتنظيم المؤتمر العام الثامن عشر لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) يعكس التقدير العالمي لجهود الدولة في دعم القطاع الصناعي العالمي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة».
وجاء فوز أبوظبي باستضافة مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية 2019، مؤكداً، كما قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إيمان والتزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتحقيق مستقبل مزدهر للأفراد والمجتمعات، فضلاً عن تبنيها تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، ودورها كجسر للتواصل الحضاري يجمع الشرق بالغرب، حيث تأتي أهمية المؤتمر الـ 18 لـ (اليونيدو)، في أنه الهيئة الأعلى لصنع السياسات في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، حيث ترتبط دولة الإمارات بعلاقة وثيقة مع (يونيدو)، بوصفهما تترأسان القمة العالمية للصناعة والتصنيع، أول منصة عالمية لتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في توظيف التقنيات الحديثة لتعظيم الأثر الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي على المستوى العالمي، والعمل على تسخير إمكانياتها لجعل العالم مكاناً أفضل، حيث قال لي يونغ، المدير العام لـ (اليونيدو): «تربطنا بالإمارات علاقات وطيدة من خلال شراكتنا في القمة العالمية للصناعة والتصنيع والتزامنا المشترك بتبنّي نهج تحولي لصياغة مستقبل القطاع الصناعي العالمي، الالتزام الذي سيتم تعزيزه من خلال استضافة أبوظبي للمؤتمر».
لقد وصلت دولة الإمارات عموماً، وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص، إلى مكانة رائدة ومتميزة في تبني قاعدة اقتصادية مرنة وميسّرة، تقوم على بناء اقتصاد معرفي ومستدام، عزز من ثقة المنظمات الأممية والدولية بدور أبوظبي في دعم الجهود والمبادرات الهادفة إلى نقل المعرفة، وبناء قاعدة متطورة في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في القطاعات كافة؛ محققة نهضة فريدة ومقدرة متميزة في تجسير الفجوة بين الدول النامية والدول الأقل نمواً، إقليمياً ودولياً، ما أوصلها إلى أن تقود حراكاً عالمياً في توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتبنّي التقنيات الذكية في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
إن النهضة التي حققتها إمارة أبوظبي في العديد من المجالات، سببها الرؤية غير المسبوقة للقيادة الرشيدة، في تبني استراتيجيات تحقق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي، استناداً إلى توظيف التقنيات الرقمية والتكنولوجية، والتطورات الناتجة عن الثورة الصناعية الرابعة لتحقيق ذلك الرفاه، ما منحها مكانة مميزة في لعب دور مهم في منافسة أعرق مدن العالم في استضافة أكبر الفعاليات الرامية إلى تحقيق الازدهار العالمي، نظراً لما تمتلكه من مزايا تؤهلها لكل أنواع المنافسة، وهو ما شكّل انعكاساً واقعياً لمكانتها المرموقة على الساحة الدولية في المجالات كافة، وأهمها التركيز على التنويع الاقتصادي، من خلال تطوير القطاعات الصناعية والمهنية والخدمية للمضي قدماً في صياغة مستقبل أفضل للإنسان والأوطان.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية