أفادت أنباء في الأيام القليلة الماضية أن «كريستين نيلسن» تترك منصبها كوزيرة للأمن الداخلي. ونقلت «ماجي هابرمان»، الصحفية في نيويورك تايمز، عن بعض المصادر المقربة من «نيلسن» قولهم إن أحد الأسباب التي جعلتها تتمسك بالمنصب لمثل هذه الفترة هي أنها «تعلم مدى قسوة الحياة التي ستواجهها في الخارج» بسبب دورها في الدفاع عن سياسات ترامب.
صحيح أن «نيلسن» لم تبتدع سياسة ترامب الخاصة بتفريق شمل أسر المهاجرين لكنها ستُعرف دوماً بأنها الشخص الذي نفذ هذه السياسة. فقد وضعت نيلسن أطفالا صغارا في المعتقلات وأصابت الأطفال بصدمة سيعانون منها طوال حياتهم، وكذبت فيما يبدو أمام الكونجرس بشأن ما فعلته. ولم تضع أيضاً نظاماً يتعقب الأطفال الذين انتزعوا من أسرهم. فقد أعلنت إدارة ترامب في الآونة الأخيرة أن التعرف على آلاف الأطفال الذين فُصلوا عن أسرهم المهاجرة قد يستغرق عامين.
والآن يستعد ترامب لإعادة الكرة. فقد ذكرت شبكة إن. بي. سي. نيوز أن الرئيس حث على مدار شهور «الإدارة على إعادة القيام بعملية واسعة النطاق لتفريق شمل أسر المهاجرين الذين يعبرون الحدود». وذكرت تقارير أن نيلسن قاومت هذا وأشارت إلى أن أحكام القضاء وأمر ترامب التنفيذي لعام 2018 نفسه ينهي سياسة إدارته للفصل بين أفراد الأسر. وكيفين مكالينان الذي اختاره ترامب لمنصب وزير الأمن الداخلي بالنيابة أكثر تقبلا فيما يبدو للفكرة.
وإذا حدث هذا، سيحاول الكونجرس وبعض القضاة التدخل. لكن ترامب يتزايد ميله إلى عدم اتباع القانون..
وما حدث لنيلسن الآن يضرب مثلا للآخرين في الإدارة الذين يجب عليهم التفكير في مدى وجاهة الانصياع للتعليمات. صحيح أن نيلسن لم توافق ترامب على كل ما يريد لكن الشوط الذي قطعته معه يكفي لأن تعتبر من المنبوذين.
ومن المصادفات أن في اليوم السابق على استقالة نيلسن، وقعت جماعات تقدمية على مذكرة تطلب من الشركات الأميركية وضع قائمة سوداء لأشخاص بارزين من إدارة ترامب، ومنهم نيلسن التي شاركت في صياغة وتنفيذ سياسة تفريق شمل أسر المهاجرين والدفاع عنها.
صحيح أن حدة المقاومة تراجعت في الآونة الأخيرة رغم أن الاشمئزاز من تقليل ترامب من شأن الإدارة لم تقل حدته. وكثيرون ممن عملوا بحماس شديد لنقل السيطرة على مجلس النواب إلى "الديمقراطيين" يشعرون الآن بالإرهاق. وانهيار حركة مسيرة النساء والتوترات بين بعض السود ونشطاء يهود أثر سلبا على الروح المعنوية. وبداية الانتخابات التمهيدية الرئاسية أحيا العدوات القديمة ضد اليسار.
*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
https://www.nytimes.com/2019/04/08/opinion/kirstjen-nielsen-family-separation-trump.html