يرسم استطلاع رأي جديد لـ«واشنطن بوست» وشبكة (أيه. بي. سي. نيوز) صورة لفرص إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب أقل كآبة بشكل كبير عن استطلاعات رأي سابقة. ويشير أحد الأسئلة بشكل خاص إلى أن بعض حجج الرئيس الأساسية قد تؤتي ثمارها العام المقبل. ويُظهر استطلاع الرأي أن معدلات تأييد الرئيس قد بلغت قمة جديدة في فترة رئاسته لتبلغ 47% وسط الناخبين المسجلين. وهناك نتيجة مهمة أيضاً وهي أن ترامب يتخلف عن جو بايدن بعشر نقاط في منافسة محتملة بينهما في انتخابات 2020، لكنه يتساوى تقريباً مع أي مرشح «ديمقراطي»آخر خضع للاختبار. ومع الأخذ في الاعتبار أن كل استطلاعات الرأي السابقة -تقريباً- أسوأ فيما يبدو لترامب، فاستطلاع الرأي الحالي يبعث لديه ولدى أنصاره بعض الأمل. لكنه في الوقت نفسه، مازال متعادلاً مع بعض «الديمقراطيين» غير المعروفين على نطاق واسع وهو وضع لا يحسد عليه كرئيس في السلطة.
لكن هناك منافسة يتقدم فيها ترامب بالفعل. فحين يضطر الناخبون إلى الاختيار بين ترامب وبين مرشح يعتقدون أنه «اشتراكي»، يتقدم ترامب بفارق ست نقاط، أي تكون نسبة التأييد له 49% بينما تكون للمرشح الذي يعتبر «اشتراكيا» 43%. ومن الواضح أن هذا تصور افتراضي. فمن المستبعد أن يطلق مرشح «ديمقراطي»على نفسه صفة «اشتراكي»، وحتى بيرني ساندرز يفضل وصفه بأنه «ديمقراطي اشتراكي». ولمجرد أن ترامب يعلن أن خصمه اشتراكي لا يعني أن كل الناس، ولا حتى معظم الناس، سينظرون إلى الخصم باعتبار أن هذه الصفة ملازمة له.
لكن النتيجة تشير إلى مدى محورية هذه المسألة في ما يتعلق بآمال إعادة انتخاب ترامب. ونظراً لافتقاره للشعبية لفترة طويلة، فأحد الأسئلة المهمة تعلق دوماً بمدى قدرته على استدراج المرشح «الديمقراطي»النهائي وجعله في المستوى نفسه من التأييد الذي يحظى به. وأظهر ترامب قدرته على فعل هذا في انتخابات 2016 مع هيلاري كلينتون التي انتهت حملتها إلى الافتقار للشعبية مثل ترامب. لكن لم يتضح بعد مدى قدرة ترامب على فعل هذا ثانيةً.
ولدى ترامب بعض الأمور التي يعمل عليها. فقد جنح المرشحون «الديمقراطيون» في أول مناظرة قبل أسبوعين نحو اليسار في قضايا مثل الرعاية الصحية والهجرة بدرجة أكبر مما حدث في أي انتخابات للحزب «الديمقراطي» في العصر الحديث.
*صحفي أميركي متخصص في الشؤون السياسية.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»