أتذكر مشاهدة هبوط المركبة الفضائية «أبولو 11» على سطح القمر عبر التلفاز عندما كنت مراهقاً، وكنت أقول لنفسي: «هذا هو أروع فيلم سينمائي شاهدته في حياتي». وبالطبع، شاهدت كثيراً من الأفلام حول هبوط الإنسان على القمر طوال سنوات، لكن مشاهدة الهبوط الحقيقي كان تجربة مختلفة اختلافاً كبيراً.
وقبل «أبولو 11»، كانت لدي تصورات كثيرة غير حقيقية عن سطح القمر. وحتى ذلك الوقت، احتل القمر مكانة خاصة في الإنتاج السينمائي، وكان قصة لطالما أثّرت في وجداننا، حتى أفلام الخيال العلمي المبتذلة كانت قادرة على تحفيز شعور بالتعجب.
وبدأت هذه الأعجوبة تظهر منذ وقت طويل في 1902، مع فيلم الساحر الفرنسي وصانع الألعاب «جورج ميليه»: «رحلة إلى القمر»، وكان فيلماً قصيراً للرسوم المتحركة، وتناول قصة إطلاق رمزي لصاروخ هبط طولياً أمام رجل موجود على القمر.
وصورت أفلام كثيرة سكان القمر باعتبارهم جنيّات، تتلاشى في سحب دخانية، عندما يُذهلها وصول رواد الفضاء. لكن أول أفلام القمر التي حظيت بنوع من الاعتماد العلمي كان فيلم «المرأة على القمر»، للمخرج «فريتز لانغ» عام 1929، وأسهم فيه علماء ألمان، وصوّر ابتكارات مثل صاروخ متعدد المراحل، وأول عدّ تنازلي لإطلاق الصاروخ في السينما، وروّاد الفضاء أثناء استلقائهم وأرجلهم مقيدة بأحزمة في ظل انعدام الجاذبية.
وحتى وصوب بعثة «أبولو 11»، اعتمدت الأفلام التي تتناول هبوط الإنسان على سطح القمر، على الخيال العلمي، والممثلين الشجعان، وتصميمات الإنتاج المبهرة، والحبكات الدرامية الساذجة. ورغم ذلك، لم تكن جميعها سيئة، ففيلم «الوصول إلى القمر» من إنتاج عام 1950، فاز بجائزة أوسكار للمؤثرات الخاصة.
واختفت الأفلام الرديئة حول القمر تماماً بعد رحلة «أبولو 11»، وهو أمر منطقي، ف«نيل أرمسترونج» لم يتلق أية جنيات على حد علمي، كما أن تكنولوجيا المؤثرات الخاصة تحسنت تحسناً كبيراً. وظهرت أيضاً الأفلام الوثائقية التي اعتمدت في كثير من الأحيان على صور وقصص موثقة من وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» مثل «رون هوارد» في 1995 و«أبولو 13» و«أول رجل» في عام 2018.
 
بيتر رينر*
*صحافي أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»