تعد قمة أقدر العالمية، حدثاً فريداً من نوعه في المنطقة والعالم، لاهتمامها بتطوير المجتمعات وضمان مصلحة المجتمع بكل فئاته، وتمكين أفراده جميعاً، من خلال دعم المبادرات التي تخدم المجتمع وتصب في صالح تطويره وتنميته المستدامة، وفق رؤية علمية ومنهجية تجمع نخبة من القادة والخبراء المشاركين في القمة، من مختلف أنحاء العالم، يتوصلون فيها إلى أفضل التوصيات والمبادرات، التي تعود بتأثير إيجابي على ازدهار المجتمعات، عبر تبني سياسات واستراتيجيات فعالة ترفع من مستوى الوعي الفردي والجمعي، إزاء أبرز التحديات التي تواجه العالم ككل في المرحلة الحالية، التي تشهد كمّاً ونوعاً هائلين من المتغيرات على الصعد كافة.
وتنقل دولة الإمارات العربية المتحدة، «قمة أقدر العالمية» في دورتها الثالثة هذه المرّة، إلى محطة استثنائية، عبر نقل المعرفة والتجربة الإماراتية في استضافة هذا الحدث العالمي إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث انطلقت الخميس الموافق 29 أغسطس الجاري، وتنتهي في الأول من سبتمبر المقبل، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وبمشاركة 12 مسؤولاً من بينهم 8 وزراء، يتقدمهم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ألقى خلالها كلمة افتتاح القمة، التي تنعقد هذا العام تحت شعار «تمكين المجتمعات عالمياً: التجارب والدروس المستفادة»، وذلك في محاولة جادة نحو تمكين المجتمعات العالمية على المستويات الإنسانية والحضارية والفكرية والثقافية، من خلال البحث في ثلاثة محاور رئيسة، هي: «التعليم والخدمة الوطنية» و«الأمن التقني والفكري والغذائي» و«العلوم المتقدمة والمشاريع المستقبلية».
«قمة أقدر العالمية» بنسختيها الأولى والثانية، التي انعقدت في العاصمة أبوظبي في العامين 2017 و2018، انتقلت هذه المرة إلى آفاق عالمية أرحب وأكثر شمولاً، لكونها تضم عدداً من الفعاليات، أهمها: المؤتمر الرسمي، والمعرض العالمي، إضافة إلى ورش عمل وجلسات حوارية، جميعها تسعى إلى بناء استراتيجيات وسياسات لتمكين المجتمعات وتعزيز قدراتها المعرفية والثقافية، وبما يحقق التطور الحضاري ويعزز الرخاء الإنساني، عبر منصات حوارية فعالة، تختص بالكيفية التي يجب التعامل فيها مع التحديات والمخاطر، سعياً إلى توحيد المفاهيم في مجال تمكين المجتمعات، والاستفادة من الخبرات والتجارب الإقليمية والدولية لإعادة نشرها بما يخدم المؤسسات ذات العلاقة.
لقد تم التأسيس لفكرة «قمة أقدر العالمية» انطلاقاً من أهداف دولة الإمارات الرامية إلى توحيد المفاهيم التربوية والأخلاقية والوقائية بين المؤسسات، وفتح آفاق التعاون ما بين الخبراء والمؤسسات، ودعم منظمات وأقسام الموارد البشرية في مختلف المؤسسات من خلال المعرفة المستدامة عبر برامج التربية المستمرة، وإنشاء شبكة تواصل عالمية بين الشركاء في هذا القطاع والهيئات الحكومية، من أجل التعلّم والاستفادة من خبرات الجميع وتطبيقها داخل المنظمات ذات العلاقة، وجذب المستثمرين إلى الدولة، ودعم نهجها القائم على الابتكار والاستثمار من خلال عقد الشراكات، وبما يعزز مكانتها العالمية كدولة رائدة على مؤشرات التنافسية.
كما جاء التأسيس لحدث عالمي مؤثر، بمستوى «قمة أقدر»، سعياً إلى تحقيق أهداف «برنامج خليفة للتمكين - أقدر»، الذي أدرك ضرورة التعامل مع التحديات التي يواجهها أفراد المجتمع كافة، من أجل تمكينهم بأفضل المهارات والمعارف والأدوات اللازمة للتعامل مع تلك التحديات، بكفاءة وتميز، وذلك من خلال اعتماد البرنامج لمجموعة استراتيجيات، تعمل على ترسيخ مفاهيم العمل المؤسسي المشترك بين مؤسسات القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني ومختلف أفراد المجتمع، وإيجاد آليات فعالة لتطوير حلقات التواصل والتعاون المشترك والمستدام، وبناء أجيال شابة تمتلك الوعي الشامل والتحصين الذاتي على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، وتمكين الشباب من أن يكونوا فاعلين وحاضرين في المبادرات والبرامج كافة القائمة على الإبداع والابتكار.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية