الإحساس الصادق والمشاعر الإنسانية النبيلة، لا تفرّق بين كبير وصغير، ولا بين ذكر وأنثى.. لذلك تفاعل كثير من المشاهدين والمتابعين، عبر وسائط التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، بشكل لافت ومثير جداً، مع مقطع فيديو لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أثناء زيارته للطفلة الإماراتية «عائشة»، في منزلها بأبوظبي، والتي كانت ترغب وتحلم بالسلام على سموه، أثناء استقباله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، لدى زيارته دولة الإمارات، الأسبوع الماضي. وقد اصطف طابور من البراعم الإماراتيات لاستقبال القائدين في أبوظبي، وتركت الطفلة «عائشة» الصف المقرر لها الوقوف فيه، وهرعت ببراءة طفولية لتقف في الصف المقابل، لعلها تحظى بلحظة سعيدة، وتمسك بيدها البريئة الناعمة يد قائدها، وتسلم على سموه وهو يمر من جانب زميلاتها، لكن الحظ في تلك اللحظة تأخر قليلاً، ولم يسعفها لمصافحة سموه، مما دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بعد مشاهدة المقطع المؤثر، لزيارتها في منزل والدها للسلام عليها وتقبيل يدها وضمها إلى صدره الدافئ الحنون، ليلبي رغبتها ويعوضها بذلك عما فاتها، فكانت بحق لفتةً أبويةً كريمةً من لدن سموه، وتقديراً عظيماً لهذه المشاعر الطفولية البريئة إلى أقصى حد، لقد لبى سموه رغبتها، فزارها في منزلها، رغم مشاغله والتزاماته المتعددة والكثيرة.. حيث دعته المشاعر الصادقة والإحساس الأبوي النبيل، ليذهب بنفسه إلى منزل الطفلة عائشة، التي كان حلمها أن تصافح يده وهو يسير في موكب رسمي.
وتبقى المشاعر الصادقة والإحساس النبيل، سمةً من سمات الشخصية الإماراتية، حيث نجد الإنسانية سيدةَ الموقف في تصرف حميد كهذا وأخلاق عالية جداً، تعكس من خلال هذه اللفتة الكريمة ذلك الانسجام التام، والتناغم والتلاحم القائمين بقوة بين القيادة الإماراتية الرشيدة والشعب الإماراتي الكريم، الذي لم يستغرب مثل هذه الخطوة، وما مثّلته من لفتة أبوية حانية ومؤثرة.
وقد علّق كثير من المتابعين على هذا المشهد الإنساني، المفعم بالعواطف الجياشة والخلجات الصادقة البريئة، التي تعبّر عن أخلاق الفرسان وتواضع القادة الملهمين والمؤثرين، بقولهم: «هكذا قادتنا، وهكذا نحن في كل الظروف والمناسبات.. فنحن شعب واحد ولحمة واحدة وإحساس واحد».. إنها «ثقافة وتربية زايد وأولاد زايد».
وقد شدّني تفاعل المتابعين والمغردين السعوديين، الذين علَّقوا وكتبوا حول هذه اللفتة الكريمة والمعبرة، والتي شدت المتابعين بكثافة، وتفاعلوا معها بكثرة، قائلين إنها تعكس معدن الرجال وبراءة الطفولة معاً، إنه مشهد عظيم لخص تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، في ثوانٍ معدودات، عبر مشهد طفولي بريء وعفوي وصادق، جاء الرد عليه مفعماً بالنبل والشفافية.. رداً صادقاً كحب شعب الإمارات لقادته، وكعطف قادته على شعبهم الذي أحبوه فأحبهم.
*كاتب سعودي