«عندما يفاخر الناس بإنجازات نحن نفاخر بأننا أبناء زايد الخير. وعندما يتحدث الناس عن تاريخ نحن نتحدث عن تاريخ من الخير بدأ مع قيام دولتنا»، تلك هي مقولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والتي تؤكد أهمية حب الخير في نفوس أبناء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وفي نفوس مواطني الدولة. وقد اتضح خلال تطورات أزمة وباء «كورونا المستجد، كوفيد- 19» الدور الريادي لمؤسسات الدولة في نشر الخير بين المواطنين والمقيمين وفي دول العالم التي تعاني من التأثير السلبي لانتشار الوباء، وذلك من خلال المبادرات الإنسانية ذات التأثير بالغ الإيجابية. وقد جاءت تلك المبادرات أيضاً، ترجمةً صادقة وواقعيةً لمقولة أخرى لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة عندما قال: «هدفنا غرس حب الخير والتطوع وخدمة المجتمع كقيمة عليا في مؤسساتنا ومبدأ أساسي في حياة أبنائنا».
ومنذ بداية أزمة «كورونا» ونحن نشهد مبادرات، سواء من قيادة الدولة تجاه بعض الدول المتأثرة من تداعيات الفيروس، أو من مواطني ومؤسسات الدولة لأفراد المجتمع. فعلى الصعيد الخارجي، أرسلت دولة الإمارات طائرتي مساعدات تحملان أكثر من 32 طناً من الإمدادات، بما في ذلك صناديق من القفازات والأقنعة الجراحية ومعدات الوقاية، إلى إيران لدعمها في مواجهة فيروس كورونا المستجد. كما أرسلت الإمارات طائرتي مساعدات تحملان نحو 23 طناً من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية إلى إيطاليا وكازاخستان، يستفيد منها نحو 10 آلاف من العاملين في القطاع الطبي في كل دولة، لدعمهما في مواجهة الفيروس. أضف إلى ذلك المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الإمارات لصربيا وأفغانستان وكرواتيا وماليزيا، وجميعها تؤكد الدور الإنساني الرائد عالمياً لدولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة الوباء العالمي.
أما على الصعيد المحلي، فقد جاءت مبادرات المواطنين والمؤسسات على حد سواء، لترسيخ الدور الإنساني لأبناء زايد وفي مقدمة تلك المبادرات، تأسيس «مدينة الإمارات الإنسانية» في أبوظبي لاستقبال رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة، بعد إجلائهم من مقاطعة «هوباي» الصينية بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، وذلك بناء على طلب حكوماتهم، وإعلاء لقيم الإمارات الإنسانية القائمة على مد يد العون والمساعدة والتضامن مع الشعوب والمجتمعات في الأزمات والكوارث. أضف إلى ذلك قيام العديد من المواطنين أصحاب المزارع بعرض منتجاتهم من السلع الغذائية بأسعار مخفضة للمساعدة في توفير النقص في بعض السلع في السوق المحلية. ثم جاءت مبادرة «صندوق التضامن المجتمعي ضد كوفيد-19» التي أطلقتها دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وذلك بالتنسيق مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية وأفراد المجتمع، للمساهمة في الحد من التداعيات الصحية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية لأزمة الفيروس. ومؤخراً تم إطلاق «صندوق الإمارات وطن الإنسانية» وذلك بالتنسيق بين «الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث» و«هيئة الهلال الأحمر الإماراتي»، والجمعيات والمنظمات الإنسانية في الدولة، لاستقبال مساهمات الأفراد والمؤسسات المادية والعينية، لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» على أفراد المجتمع.
ومما لا ريب فيه أن قطار المبادرات الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة لا يتوقف منذ تأسيسها في أوقات الأزمات والكوارث، كما هو الحال في وقت السلم، وذلك ما يؤكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي قال:«الإمارات العربية المتحدة منارة للخير تشع تسامحاً وسلاماً في محيطها الإقليمي والدولي».
*باحث إماراتي