أخطاء أميركية في سوريا.. ودعوة لإغلاق جوانتنامو «نيويورك تايمز» تحت عنوان «خطة مارشال وليس خططاً عسكرية»، نشرت «نيويورك تايمز» أول أمس، مقالاً للسيناتور «الديمقراطي» كريس مورفي، أشار في مستهله إلى أنه من الصعب مشاهدة المجزرة التي ترتكبها الحكومة السورية وحلفاؤها في حلب، وأن ثمة أمراً لا يمكن تحمله ألا وهو أن الولايات المتحدة لم تستطع حماية الشعب السوري من هذه الفظاعات. من الصعب القبول بهذا الواقع، والأصعب أنه يتزامن مع مأساة إنسانية تتفاقم. والدروس الممكن استخلاصها من المشهد السوري الراهن واضحة، لكن يبدو أن الولايات المتحدة لم تستوعبها. الدرس الأول يأتي من أخطاء وقعت على المدى القصير، والتي تسببت في إطالة أمد الصراع، ومن ثم زيادة حجم الخسائر البشرية. ومن المعلوم أن أي حرب أهلية تنتهي بواحدة من الطرق الثلاث الآتية: أولاها أن يسحق طرف ما الطرف الآخر، والثانية أن يصل كلا الطرفين حد الإنهاك، والطريقة الثالثة أن تتدخل قوة خارجية وتفرض نفسها ونفوذها لإبرام تسوية بين طرفي الصراع. ويبدو أن الطريقة الأولى ظهرت عندما تعاون جيش بشار الأسد مع الميليشات الإيرانية والقوات الروسية في قصف حلب. والخطأ الأميركي يتمثل في حسابات خطأ في تحديد أي مدى يستطيع نظام بشار البقاء في السلطة، بمساعدة حلفائه وفي الوقت ذاته اتخاذ إجراءات فاترة وغير كافية لتغيير المشهد. واشنطن لم تكن مستعدة لفعل المزيد من أجل الإطاحة ببشار الأسد، وهذا كان واضحاً عندما رفض الكونجرس الموافقة على شن حملة جوية محدودة ضد بشار الأسد رداً على استخدامه أسلحة كيمياوية، فأعضاء الكونجرس انتابهم الخوف من أن تكون هذه الخطوة مقدمة لتورط عسكري أميركي في الأزمة السورية. وبدلاً من انتهاج سياسة كتلك التي اتبعتها واشنطن في العراق، اختارت سياسة تمديد النزاع. أميركا أسقطت الكثير من القنابل فوق سوريا، ولكن فقط من أجل استهداف تنظيم «داعش»، ولم تقصف مواقع يسيطر عليها النظام السوري، وقامت واشنطن بتدريب مقاتلين سوريين لكن بطريقة غير منظمة، وتحت إشراف أفرع متنوعة من أجهز الأمن الأميركي. ويقول «مورفي» أرسلنا أسلحة إلى قوات المعارضة السورية، لكننا لم نزودهم بما يحتاجون إليه من ذخائر قادرة على إحداث تغيير على الأرض.. والسبب هو خوفنا من وصول الأسلحة الأميركية إلى الجهات الخطأ، وباتت قوات المعارضة قادرة على القتال، لكنها لا تمتلك السلاح الكافي الذي يجعلها تنتصر على بشار الأسد، ومن ثم الجلوس على مائدة المفاوضات. «مورفي» يطرح تساؤلاً مؤداه: كيف نمنع المجتمعات من الانزلاق في أتون حرب أهلية؟ تساؤل ينبغي على الكونجرس في دورة انعقاده الجديدة الإجابة عنه، مع الأخذ في الاعتبار أن القوة العسكرية وحدها غير كافية لإنقاذ مجتمعات تتجه نحو الانهيار. ولدى الكاتب قناعة بأن تطبيق خطة أشبه ب«خطة مارشال» لإنقاذ الدول والمناطق المعرضة بالخطر لن يكون ضمانة للأمن العالمي. على سبيل المثال أمضت أوروبا 1500 عاماً عقب انهيار الإمبراطورية الرومانية كي تدشن منطق التعايش السلمي بين شعوبها، وفي الشرق الأوسط مر 100 عام على سقوط الدولة العثمانية، لكن لم تستقر المنطقة بعد. وإذا كان نموذج العمل العسكري كأداة للتغيير السياسي قد فشل، فإن سياسة ضبط النفس تكون في بعض الأحيان قاسية، والحل الأكثر إنسانية هو تقديم الأموال لمنع وقوع كارثة إنسانية. «واشنطن بوست» في افتتاحيها المنشورة أمس، وتحت عنوان «على ترامب إغلاق جوانتنامو»، لفتت «واشنطن بوست» الانتباه إلى أن باراك أوباما سيكمل فترته الرئاسية الثانية تاركاً 40 سجيناً في معتقل جوانتنامو، علماً بأنه قد وعد أثناء سنته الأولى في الرئاسة بإغلاقه. وعزت الصحيفة عدم وفاء أوباما بوعده بموقف الكونجرس الرافض لنقل سجناء المعتقل من محبسهم في كوبا إلى داخل الولايات المتحدة، ومنها إلى دول أخرى. أوباما، بتخفيضه عدد المحتجزين في جوانتنامو، قد نجح في تخفيف وصمة المعتقل وتأثيره السلبي على صورة الولايات المتحدة، وهو يأمل في ألا يطيل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حياة المعتقل، بمعني أن يتركه دون إغلاق. الصحيفة أشارت ألى أن جورج بوش الابن كاد يعترف في نهاية فترته الرئاسية بأن احتجاز مئات الأجانب المشتبه في ضلوعهم بعمليات إرهابية، داخل قاعدة أميركية في كوبا كان خطأ أضر بجهود مكافحة الإرهاب بدلاً من أن يعززها، ذلك لأن إساءة معاملة السجناء وفر ذريعة لإرهابيي «القاعدة» و«داعش» كي يجندوا عناصر جديدة، وهؤلاء يحاكون ما يجري في جوانتنامو، على سبيل المثال هم يجبرون من يختطفوه من رعايا البلدان الغربية ويجبرونهم على ارتداء الزي البرتقالي الذي يرتديه المعتقلون في جوانتنامو. وحسب الصحيفة، كان جورج بوش الابن قبل مغادرته البيت الأبيض، قد خفّض عدد معتقلي جوانتنامو من 700 إلى 242 معتقلاً، وأرسى نظاماً لمراجعة ملفاتهم وعرض المتورطين في جرائم حرب على محاكم عسكرية. وكانت مساهمة أوباما واضحة في توفير ملاذات أو إعادة توطين من تم إطلاق سراحهم، لكن هناك من يقبعون في المعتقل رغم الحكم بترحيلهم، ويوجد 24 سجيناً قررت السلطات الأميركية عدم الإفراج عنهم لخطورتهم. ولدى أوباما تصور مفاده أنه بالإمكان شن حرب على الإرهاب الدولي دون الحاجة لمعتقل جوانتنامو، وإذا كان هناك من يجب استجوابهم، فمن الممكن إجراء ذلك على متن سفن أومواقع أخرى خارج الولايات المتحدة. الصحيفة اختتمت افتتاحيتها مناشدة ترامب بأنه إذا كان يأمل في عدم تقديم دعاية لأعداء الولايات المتحدة، فعليه ألا يرسل سجناء جدد إلى هذا المعتقل، بل يتجه نحو إنهاء مهمة أوباما ويبادر بإغلاقه. «يو. إس. إيه. توداي» في تقريره المنشور بـ«يو. إس. إيه. توداي» أمس، وتحت عنوان «ترامب يختار الممثل التجاري الجديد للولايات المتحدة»، نوّه «ديفيد جاكسون» بأن ترامب الذي لطالما أثار انتقادات بخصوص مواقفه تجاه السياسة التجارية أثناء حملته الانتخابية، قد اختار لشغل هذا المنصب مسؤولاً سابقاً في إدارة رونالد ريجان هو «روبرت لاتزار»، حيث شغل آنذاك منصب نائب الممثل التجاري. ترامب قال عنه، إنه يمتلك خبرة واسعة في صياغة اتفاقيات تحمي القطاع الخاص الأميركي. من جانبه، تعهد «لاتزار» بصياغة سياسات تجارية أفضل تعود بالنفع على جميع الأميركيين. الجدير بالذكر أن ترامب تعهد بإلغاء اتفاقية «الشراكة عبر الهادي»، وإعادة النظر في منطقة التجارة الحرة بأميركا الشمالية (نافتا) التي تجمع بلاده مع المكسيك وكندا. «كريستيان ساينس مونيتور» تحت عنوان «عقوبة الإعدام المختفية»، نشرت «كريستيان ساينس مونيتور» افتتاحية رأت خلالها أن تنفيذ عقوبة الإعدام شهد تراجعاً خلال 2016، وهو ما تعتبره الصحيفة توجهاً إيجابياً. فحسب «مركز معلومات عقوبة الإعدام»، تراجعت عمليات تنفيذ أحكام الإعدام خلال العام المنصرم، وكذلك تراجعت قوائم السجناء الذين ينتظرون تنفيذ أحكام إعدامهم في جميع أرجاء الولايات المتحدة. في عام 2016 تم تنفيذ 30 حكماً بالإعدام، وهو يعد تراجعاً واضحاً، عند مقارنته بـ 49 حكماً تم تنفيذها عام 2015، وأعداد من طالتهم أحكام الإعدام في 2016 هي الأقل منذ أربعة عقود، علماً بأن عدد من أعدموا عام 1995 كان 315 شخصاً.