في غياب مرشح «ديمقراطي» بارز للانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2020، بدأ عدد من المرشحين المحتملين يتحركون. واستهلّوا عملية التواصل مع المانحين والناشطين، مع تكشف رسالة الحزب «الديمقراطي» التي تتجاوز مجرد معارضة ترامب. وقد أكد الكاتب «باول والدمان» مؤخراً في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الإجماع الذي يتشكل بين المرشحين الديمقراطيين المرتقبين تأييداً لـ «نظام رعاية صحية حكومي شامل». وقد شعرت بالاستغراب لبعض الوقت من أن «الديمقراطيين» يتوافقون مع رسالة ساذجة بشأن الرعاية الصحية، في حين يتعثر «الجمهوريون» في الإبقاء على قانون «أوباماكير» المهلهل الذي لا يؤيدونه، لكنهم يعجزون عن إيجاد إرادة سياسية لاستبداله.. وبالطبع ذلك أمر سيئ. وعدا الدعوة إلى نظام رعاية صحية حكومي شامل، يبدو أن المرشحين الديمقراطيين متفقون على مجموعة أساسية من القضايا التي تشكل خدعة خطيرة لليسار. ومن الواضح أنه سيتعين على أي متنافس جاد في نيل ترشيح الحزب «الديمقراطي» أن يوافق على خمس قضايا موحدة، فسيجب عليه تأييد نظام الرعاية الصحية الحكومي الشامل، و15 دولاراً كحد أدنى للأجور، ورسوم دراسية مجانية، وتأييد قوي للمدن التي تشكل ملاذاً للاجئين بأقل ضوابط ممكنة على الهجرة، وأخيراً لا بد وأن يشارك بشكل كامل في حركة «حياة السود مهمة». ويبدو أن السباق على ترشيح الحزب «الديمقراطي» لمنصب الرئيس الأميركي في عام 2020 سيكون سباقاً صوب اليسار. ومن المؤكد أن أجندة «بيرني ساندرز» ضربت بجذورها. وأتصور أنه مع اكتمال عملية ترشيح الديمقراطيين في 2016، كانت هيلاري كلينتون قد أضحت نسخة مخففة من «بيرني ساندرز». وأتوقع أن المرشح الديمقراطي المقبل سيكون على الأرجح «ساندرزي» أكثر من «ساندرز» نفسه. وستتألف السياسات الاقتصادية من هبات حكومية وحملات مناهضة للشركات، ولن تترك القضايا الاجتماعية مجالاً للمواقف المعتدلة، ولن تواجه الاتحادات العمالية والمتعصبين للتغير المناخي، وحركات مثل «حياة السود مهمة»، أية قوى مضادة معتدلة. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»