تعلم «الجمهوريون» بصعوبة الأسبوع الجاري أن تكتيك المساومة على «رفع سقف الدين الأميركي» في مقابل موافقة «الديمقراطيين» على تقليص الإنفاق الحكومي هو تكتيك خاسر. والآن، بفضل الرئيس دونالد ترامب، ربما يخسرون ذلك التكتيك على الدوام. وطالما أن هناك «جمهوريين» و«ديمقراطيين» معتدلين، فإن تلك المساومة لن تجدي نفعاً. وسيكون هناك دائماً أغلبية ترغب في اتخاذ قرارات مسؤولة، مثل التصويت على رفع سقف الدين، وعلاوة على ذلك، أدرك الرئيس و«الديمقراطيون» أن «المساومة على رفع سقف الدين» يمكن أن تكون سلاحاً ذا حدين، ومن خلال ربط مساعدات «إعصار هارفي» برفع سقف الدين، سرعان ما نجح الرئيس ومعه «الديمقراطيون» في إقناع حشود من أعضاء مجلس الشيوخ «المحافظين» بالتصويت على رفع سقف الدين. وينبغي أن يكون من الواضح أن «لعبة سقف الدين» لا تصب في مصلحة «المعتدلين من الجمهوريين والديمقراطيين»، لأنه في المرة المقبلة يمكن المساومة على أي شيء. وإذا كان «الجمهوريون» لا يرغبون في رفع سقف الدين، عليهم ألا يصوتوا لمصلحة خطط ضريبية إضافية، تؤدي إلى زيادة الدين في الأساس، وإلا سيكون من الأفضل الآن أن يتركوا سقف الدين يرتفع بصورة تلقائية. وثمة درس أهم يمكن تعلمه من أحداث الأسبوع الجاري، إذا كان «الجمهوريون» يكترثون، ففي ضوء أننا ربما نكون في عصر «مناخي» جديد يقتضي ليس فقط برامج إغاثة، ولكن أيضاً الاهتمام الجاد بالبنية التحتية في المدن الشاطئية، فإن عملية وضع الموازنة في الوقت الراهن لا تبدو ملائمة على الإطلاق، ذلك أننا ننفق أكثر بكثير مما تقتضيه الموازنة لأننا نواجه حالات طارئة، أضحت تحدث بصورة منتظمة بدرجة تفرض احتياجات إضافية لا يمكن للحكومة الفيدرالية تحملها. وقد زعم البعض أن الولايات ينبغي أن تزيد الإنفاق من ميزانيتها، خصوصاً في تكساس التي تفرض ضرائب منخفضة. ولكن إذا كنا لا نرغب في رعاية تلك الولايات، خصوصاً فلوريدا وتكساس وكارولينا، فعلينا أن نضع أموالاً كافية في الميزانية، وعندئذ نبحث أولويات الإنفاق الحقيقية، وموارد الإيرادات. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»