أعلنت السيناتورة دايان فينشتاين أنها ستخوض الانتخابات لفترة خامسة في ولايتها عام 2018، وحينها يكون عمرها قد وصل إلى 85 عاماً. وهذا يعني أنها إذا فازت، ستظل في عضوية مجلس الشيوخ حتى يصبح عمرها 91 عاماً. وفي تاريخ البلاد، تجاوز عدد قليل فقط من أعضاء مجلس الشيوخ عمر التسعين عاماً وهم في المنصب. والقيادة الديمقراطية في مجلس النواب تجاوزت عهد الشباب بكثير أيضاً. فزعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي تبلغ من العمر 77 عاماً، والمسؤول عن انضباط الأقلية الديمقراطية في المجلس «ستيني» هوير يبلغ هو أيضاً من العمر 78 عاماً، ومساعد زعيمة الأغلبية جيمس كليبيرن يبلغ 77 عاماً. والأسبوع الماضي، صرحت النائبة ليندا سانشيز، وهي عضو من فريق القيادة الديمقراطية أيضاً: «أعتقد أن الوقت قد حان لنقل الشعلة إلى جيل جديد من الزعماء، وأنا أريد أن أكون جزءاً من هذا الانتقال». فهل لدى الديمقراطيين مشكلة عمر في القمة تحتاج فعلاً إلى إصلاح؟ والإجابة طبعاً «نعم». ولكنْ هناك أسباب وجيهة يتعين من أجلها أن يتنحّى كل هؤلاء الزعماء جانباً، أو على الأقل يبدأوا في فعل ذلك. ولكن من الحيوي أيضاً أن نفهم أن الحزب الديمقراطي لا يمكنه أن يقرر لهم وقت الرحيل؛ لأنه ليس كياناً له إرادة مفردة. فإذا كان لجيل جديد أن يتقدم، فعلى الأفراد الأكبر أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم في هذا الشأن. ودعونا نبدأ بالسناتورة فينشتاين التي ما زالت فيما يبدو تتحلى بالفطنة، ولكن من العملي أن يعتقد المرء أن الشخص في نهاية الثمانينات أو في أوائل التسعينات من العمر لن يستطيع أن يعمل بالكفاءة ذاتها التي كان يعمل بها حين كان أصغر من ذلك سناً. وهناك سبب غير هذا أيضاً يتجاوز العمر قد يجعل الديمقراطيين في كاليفورنيا يبحثون عن شخص آخر إلى جانب فينشتاين. فلطالما كانت هي ضمن الديمقراطيين الأكثر محافظة في مجلس الشيوخ، على رغم أنها تمثل ولاية هي رمز الليبرالية الأميركية المعاصرة. وإذا كان المرء من الليبراليين في كاليفورنيا فلن يبالي بعمرها بل سيفكر في شخص آخر قد يكون أفضل منها في الدفاع عن وجهات نظره الليبرالية. وهناك ديمقراطيون يفكرون في منافستها من بينهم «كيفين دي ليون» الذي يشغل حالياً منصب الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ في الولاية. وتستخدم كاليفورنيا طريقة يُدرج فيها كل المرشحين على ورقة اقتراع واحدة، ثم تجري التصفية بين اثنين هم أكثر المرشحين حصولاً على أصوات في الانتخابات العامة. والفوز على فينشتاين يتطلب إلحاق الهزيمة بها مرتين. وهذا ليس مستحيلاً فيما يبدو. صحيح أن معدلات تأييدها معقولة عموماً، ولكنها أيضاً ليست باهرة. وكي تتم الإطاحة بها يتعين أن يكون هناك خصم راغب في المغامرة بتغيير واقع الحال. وهذا ينطبق على مجلس النواب أيضاً، على رغم الاختلافات الطفيفة. فقد أعلنت نانسي بيلوسي أن هيلاري كلينتون لو كانت فازت بالرئاسة في عام 2016 لكانت هي قد تقاعدت، ولكنها ما زالت باقية لتتصدى للرئيس دونالد ترامب. والمطلعون على تاريخ الكونجرس يعلمون جيداً أن بيلوسي واحدة من أكثر زعماء الحزب كفاء في قيادته في التاريخ الأميركي، في المعارضة وفي الأغلبية على حد السواء. وقد يكون وجه فشلها الكبير هو أنها لم تجهز بشكل فاعل صفاً ثانياً من القيادة. وكان الصحفيان «بول جلاستريس»، وهالي سويتلاند إدوارد قد تحدثا في عام 2014 عن أن السلطة في مجلس النواب أصبحت أكثر تمركزاً في القيادة مما يترك للأعضاء القليل من الفرص للتقدم بأنفسهم دون مباركة الموجودين في قمة الهرم. ولهذا السبب ينبغي على بيلوسي الاستعداد للانتقال الآن بإعلان أنها ستظل في منصبها حتى انتخابات عام 2020 ثم تتقاعد بعدها. وهذا يتيح للديمقراطيين أن يواصلوا الاعتماد عليها خلال فترة رئاسة ترامب بسبب حاجتهم الملحة إلى الوحدة التي امتازت بيلوسي بالحفاظ عليها. وهو ما يعطي أيضاً الأعضاء الطموحين الأصغر سناً فسحة وفرصة للبدء بإقناع زملائهم والقاعدة الشعبية للحزب بأحقية تقدمهم لقيادة الحزب في مجلس النواب. وباختصار، على الديمقراطيين البحث عن قيادة جديدة ليس فقط لأنه يتعين عليهم فعل ذلك كي يفوزوا في انتخابات 2018 و2020، بل أيضاً لأنهم سيضطرون إلى ذلك في نهاية المطاف. ولذا يتعين الاستعداد له من الآن. وعلى الديمقراطيين الأصغر سناً أن يغامروا هم أيضاً ويتقدموا للعب أدوار أكبر ويقنعوا الناس بأنهم قادرون على قيادة الحزب في المستقبل. بول والدمان كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»