لم أتمكن تقريباً من الظهور يوم الاثنين الماضي عندما اندلعت أخبار بشأن «بول مانافورت» و«ريتشارد جيتس» و«جورج بابادوبولوس». فالأمر يبدو وكأن الغوغاء قد بدأوا في الالتفاف حول أي شخص كان متشككاً في قصة مؤامرة ترامب. حسناً، إنني ما زلت متشككاً. كانت التغطية الإعلامية لقرار لائحة الاتهامات، بدءاً من شبكة (سي إن إن)، مثيرة للرعب لأي شخص عقلاني. فهذه التغطية التي اتسمت بالغش والتجاوز، وفي بعض الأحيان، المملوءة بالبصاق، كانت ضرباً من الجنون. حتى «الديمقراطيين» و«الليبراليين» الذين تحدثت إليهم أو أرسلت لهم عبر البريد الإلكتروني كانوا يترنحون، بل ذهب عدد قليل منهم إلى قول إن هذا الاتهام كان في متناول اليد. لقد اعتقدوا أن أبواب السماء فتحت، وأن صلواتهم قد استجيب لها، وأن نهاية ترامب جاءت على طبق من فضة أو أنها على الأقل كانت في الأفق. ربما لا. بداية، فإن الاتهام الموجه ضد «مانافورت» و«جيتس» يتعلق بأحداث وخطط حدثت قبل مشاركتهما في حملة ترامب. وكان البيت الأبيض قد عزل الشاب - بابادوبولوس - الذي اعترف بالذنب. وكان قد حاول، خلال الحملة، عقد لقاءات مع الروس، لكنه فشل. ويوضح الاتهام جهوده العقيمة لترتيب لقاءات رفض المسؤولون البارزون في الحملة قبولها. وبالنسبة لهؤلاء الذين يحدوهم الأمل في أن تكون هذه هي طلقة البداية التي يوجهها مولر للرئيس، من الواضح أنها لم تصب الهدف. ومرة أخرى، أعلم أن هناك المزيد الذي سيتكشف في المستقبل، وهناك عواقب وخيمة بالنسبة للمشاركين الآخرين، ولكن فيما يتعلق برئاسة ترامب، لا تعد الاتهامات ضربة مباشرة، لذا، فإنني أكره أن أقول هذا، ولكن هؤلاء الذين يريدون الاحتفال بزوال ترامب عليهم أن يهدأوا. إن كارهي ترامب قد حصلوا على مجرد قطعة من السكر، وليس وجبة كاملة. وبالنسبة لهؤلاء الذين يأملون أن يقضي هذا على ترامب، فإن أفضل شيء يأتي من الاتهامات هو مدى اتساع النطاق الذي يراه مولر الآن وهو يضطلع بسلطته، وأن مسألة التواطؤ تبدو غير ذات صلة بالتحقيق الذي يجريه. وببساطة، إلى أي مدى سيذهب مولر في النظر إلى تصرفات ترامب الماضية؟ هل الأمور التي تتعلق بالضرائب والصفقات التجارية التي سبقت توليه الرئاسة، كما هو الحال مع مانافورت، تعد هدفاً مشروعاً بالنسبة للمدعي الخاص؟ إن مولر، على ما يبدو، يمضي في مسار لا أحد يعرف إلى أين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»