تحتفل دولة الإمارات غداً بيومها الوطني السادس والأربعين، يوم الاتحاد الذي حول فيه المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وإخوانه الحكام، الحلم إلى حقيقة، والفقر إلى غنى، والإمارات المتفرقة إلى دولة متحدة، تجتمع كلها تحت راية واحدة هي راية الاتحاد، وتنعم بالخير والأمن والاستقرار والسلام والازدهار، لا تهزها تقلبات الأحداث من حولها أو التحديات الإقليمية والصعاب القائمة في العالم. إنه اليوم الذي يستحضر فيه شعب الإمارات كل الدلالات العظيمة التي صنعت معالم هذا الحلم وقصص الكفاح الشاق التي خاضها المؤسس خلال فترة التوحيد إلى أن تم إعلان قيام الدولة في الثاني من ديسمبر 1971، وهو مناسبة نحتفل بها سنوياً، فيتعزز الولاء والحب لهذا الوطن الغالي، وتصعد القيمة الوطنية والاجتماعية ذات الأثر العميق في الوجدان الإماراتي، لما تحمله من أفكار تراكمية مهمة وراسخة عن ملحمة التوحيد وبناء الدولة. إنها اللحظة التاريخية الفارقة في المسيرة الوطنية ورسالة الحب والخير والسلام لكل الدول والأمم. إنها الرسالة الهادفة إلى المزيد والمزيد من العمل والإنتاج والابتكار والإبداع والاجتهاد الذي يؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة واقعاً متطوراً يكون فيه لكل إماراتي دور وعمل وإبداع واجتهاد وإنجاز. إنها المساحة النفسية الواسعة التي تدفع المواطن للعمل والإبداع والإنجاز، والمناسبة التي تحمل في داخلها الكثير من المعاني والمضامين والمفاهيم والدلالات التنموية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية. لقد نجحت الإمارات خلال ستة وأربعين عاماً من عمر الاتحاد في تحقيق مستوى عالٍ من التطور والتنمية والازدهار، مما تجسد في تنمية الإنسان وتطوير مهاراته ومعارفه، بالعلم والمعرفة والخبرات اللازمة لتأهيله واستثماره في المجالات كافة، ودعم التنمية البشرية بالإنجازات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. لذلك فقد حق لنا أن نعتز ونفخر بالانتماء والانتساب لهذا الوطن الغالي، وحق علينا أن نحمي ونحافظ على كل منجزاته الحضارية والتاريخية التي تحققت بفضل الله تعالى وبفضل قيادته الرشيدة وبسواعد أبنائه. وقبل هذا وبعده ينبغي أن نثمن الجهود التي بذلت لوحدته وجهود حماة الوطن في الحفاظ على هذه المكتسبات من الحاقدين والمتربصين والمغرضين الذين يستهدفون أمنه واستقراره والنيل منه. كما ينبغي الاعتزاز بجنودنا الأبطال في ميدان المعركة، الذين يذودون بأرواحهم فداء لدينهم ووطنهم، فهؤلاء هم الأبطال، هم من يجب أن نفتخر بهم، إذ يصنعون التاريخ، ويشعلون مناراته. إنهم من يغيرون مسار التاريخ لمصلحة الوطن والأمة. إنهم مَن يموتون وهم واقفون، فتمتد منهم على الفور جذور تسافر عميقاً في باطن الأرض، لتروي بدمائهم ترابه الطاهر، وتشكل القوة الحقيقية التي يحتاجها الوطن في أوقات المحن. نسأل الله لشهدائنا أن يرحمهم، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظ لنا الإمارات، ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والسلام والخير والازدهار.