مع كل الأخبار التي تواترت عن اعترافات «ستيفين بانون» في الكتاب القادم لمايكل وولف «النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض»، تذكرت مرة أخرى أوجه التشابه الرائعة بين «بانون» وشخصية «نيك نولت»، في فيلم «تروبيك ثاندر» أو «الرعد الاستوائي». وفي الفيلم، يبدو تايباك كمخضرم ممرس، ولكنه في الحقيقة كان مجرد محتال وشخصا غريب التصرفات. لقد كان مزيفا ومتصنعا. وبالمثل، لم يكن بانون إطلاقا نقطة ارتكاز لحركة ترامب – أو أي حركة سياسية قابلة للتمييز. ولكنه بالأحرى كان وما زال شخصا غريب الأطوار. ولسبب ما، أعطى دونالد ترامب لبانون الفرصة وسلط عليه الضوء. ولكن وفقاً لترامب، لم يكن لبانون تأثير كبير على الحملة، أو أن يشق طريقه داخل البيت الأبيض لعام واحد. والآن، يبدو أن ترامب يأخذ ما سبق أن أعطاه. أو ربما لا. لقد فتح ترامب النار على بانون يوم الأربعاء، قائلا، «عندما تم فصله، لم يفقد فقط وظيفته، لكنه أيضا فقد عقله». ولكن الديمقراطيين ووسائل الإعلام لا يريدون أن يبتعد بانون أو أن يتم إسكاته. لذا فإنهم سيفعلون ما بوسعهم للإبقاء على الحرب مستمرة. ويريد الديمقراطيون من بانون أن يدلي بشهادته بشأن روسيا، وستفعل وسائل الإعلام أي شيء لإجراء بعض المقابلات. دعمت وسائل الإعلام بانون، وجعلت تأثيره يبدو أكبر مما هو عليه في الحقيقة. ولكن بانون لم يكن لديه المؤهلات أو المزاج لكي يشغل منصب كبير المستشارين للحملة الانتخابية، ناهيك عن كونه كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض. وقد كان افتقاره إلى الخبرة والاتساق واضحاً، وكما كشفت مقتطفات من كتاب «وولف»، فقد كان لذلك تأثير سلبي على قدرة الإدارة على بناء التحالفات بشكل فعال والتماس المشورة من الوكالات الفرعية التنفيذية والمسؤولين. ومع ذلك، لم أفكر إطلاقاً في أن «بانون» كان السبب في مشاكل ترامب. لكنه لم يفعل أي شيء لمنع هذه المشاكل من الظهور، أيضاً. وفي الواقع، لقد حوّل كل شيء في عالم ترامب إلى الأسوأ. ولا يوجد شيء مثير للدهشة في الكيفية التي يتصرف بها بانون، الذي لم يكن مهتماً بتعزيز مصالح الحزب «الجمهوري» بقدر اهتمامه بإحداث انقسامات وتعزيز نظرته المستقبلية القومية المرتجلة. وهو يخدم عمداً محاولة وسائل الإعلام اليائسة لتصويره كتجسيد لبديل اليمين، غير أن «بانون» ليس قوة شرعية في السياسة الأميركية. فهو لا يتحدث عن أي شخص سوى نفسه. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»