أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي مع رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبيرج، ببلادها كونها تمتلك ثروة تتمثل في «شيء يطلق عليه الماء، ولديهم طاقة كهرومائية هائلة». وأضاف ترامب «الطاقة الكهرومائية شيء رائع وأصل عظيم لديكم». والواقع أن معظم إنتاج النرويج من الطاقة مستمد من أنظمة توليد الكهرباء من مساقط المياه. وتشير بيانات نوفمبر الماضي، وهو أحدث الشهور المتوافر عنها معلومات، أن أكثر من 95% من الكهرباء التي تولدها النرويج مستمد من الطاقة الكهرومائية. ورأس المال هذا المتمثل في مساقط المياه متوافر لدى الولايات المتحدة أيضاً. وتنتج الولايات المتحدة كهرباء من مساقط المياه أكثر مما تنتج النرويج في الحقيقة. ففي أكتوبر عام 2017، انتجت الولايات المتحدة 17208 ميجاوات في الساعة من الكهرباء من أنظمة توليد الكهرباء من مساقط المياه. وفي الشهر التالي، انتجت النرويج 13743 ميجاوات في الساعة. صحيح أن الولايات المتحدة بلد أكبر بكثير من النرويج لكن توليد الكهرباء من مساقط المياه يمثل 5% من إنتاج الولايات المتحدة من الطاقة. وتوليد الكهرباء من المساقط المائية يعد خامس أكبر وسيلة لتوليد الطاقة في الولايات المتحدة. وكهرباء المساقط المائية تحتل مكانة تالية للرياح وسابقة على الطاقة الشمسية. والصناعة يشتغل فيها نحو 5800 شخص. وجاء تصريح ترامب عن الطاقة الكهرومائية في المؤتمر الصحفي ضمن رده على أسئلة من الصحفيين عن اتفاق باريس للمناخ الذي يضع إطار عمل لتقليص انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بدايةً من عام 2020. وكان ترامب قد أعلن العام الماضي اعتزام بلاده الانسحاب من الاتفاق العالمي مجادلاً بأن الاتفاق ليس في مصلحة الولايات المتحدة. وأجاب ترامب على أسئلة الصحفيين قائلا «نحن دولة غنية بالغاز والفحم والنفط وهناك (في الاتفاق) عقوبة كبيرة على استخدامها. إنه (الاتفاق) يضر باقتصادنا». الولايات المتحدة تنتج كهرباء من الرياح أكثر من إنتاجها كهرباء من مساقط المياه. والطاقة الشمسية تحقق تقدماً، ففي أكتوبر 2015 أنتجت أنظمة توليد الكهرباء من مساقط المياه 5.4 ضعف من الكهرباء التي أنتجتها أنظمة توليد الطاقة من الشمس، لكن في أكتوبر الماضي ولدت مساقط المياه 2.5 ضعف فحسب من الكهرباء التي انتجتها أنظمة توليد الطاقة من الشمس. فيليب بامب* *صحفي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»