منذ أن نشرت الوثيقة الأولى من «بروتوكولات حكماء صهيون» في عام 1905، موقعة باسم «سيرجي تيلوس»، أول من نشرها في العالم باللغة الروسية، والذي أطلق عليها اسم «الإنجيل البلشفي» ونسبها إلى كبار حاخامات اليهود، والنقاش متواصل حول هذه الوثيقة ومشروعها للسيطرة على العالم خلال مدى زمني حددته بمائة عام، ووفق خطوات بينتها، ولهدف وضحته متمثلا في إقامة إمبراطورية عالمية. وهناك وقائع جرت بعد ظهور البروتوكولات تدل على صحة نسبتها إلى الصهيونية، منها: قيام الدولة الشيوعية السوفييتية، وسقوط الدولة العثمانية، وزرع إسرائيل في قلب الوطن العربي.. وغيرها من الأحداث التي وقعت وتقع وخلّفت آثارا جساما، لاسيما في عالمنا العربي. وتكمن الإشارة هنا إلى وثيقتين تقترب نصوصهما من نصوص «بروتوكولات حكماء صهيون»، الأولى هي الخطاب الذي ألقاه الحاخام «ريكون» في براغ خلال اجتماع سري عقد عام 1869، وقال فيها: «لنعمل بثبات وبسرعة خاطفة من أجل إزالة الفجوة التي تفصلنا عن غايتنا النهائية. وإذا كان الذهب هو القوة الأولى، فإن الصحافة هي القوة الثانية، لكن هذه لا تعمل من غير الأولى، وعلينا بوساطة الذهب أن نستولي على الصحافة، وحينما نسيطر على الصحافة، ينبغي أن نسعى جاهدين إلى تحطيم الحياة العائلية والأخلاقية والدينية، وأن نشجع الانحلال في المجتمعات غير اليهودية، ليعم الفساد وتضعف الروابط التي تعد أهم مقومات الشعوب.. وبذلك تسهل علينا السيطرة عليها وتوجيهها كيف نريد». الوثيقة الثانية: هي نص الخطاب السري الذي ألقاه كبير الحاخامات «إيمانول رابينوفيتش» في مؤتمر حاخامي في بودابست في يناير 1952، وتحدث فيه عن المنهج الحزبي الذي ستتبعه الحركة الصهيونية لتحقيق خطواتها الأخيرة في السيطرة على العالم، وأهم ما جاء فيه: 1- «إن الهدف الذي نعمل له منذ ثلاثة آلاف سنة، قد أصبح في متناول أيدينا الآن، ولن تمر أعوام قليلة حتى يسترد شعبنا المكان الأول الذي هو سلبه المغتصب منه منذ أحقاب، حيث يصبح كل يهودي سيداً وكل غريب عبداً». 2- «إن منهاج عام 1930 هو إثارة الحقد في ألمانيا ضد الغرب وضد السامية وإثارة الحقد في الغرب ضد الشعب الألماني بسبب العداء للسامية، هذا هو المخطط الرئيسي لعملنا في الوقت الحالي، وبمقتضاه ينبغي أن نثير حملة حقد عنيفة في الشرق ضد الغرب وفي الغرب ضد الشرق، وسوف نُخضع الأمم التي تقف على الحياد، ونجبرها على الانضمام إلى هذا المعسكر أو ذاك». 3- إن الهدف النهائي لخطة الحركة الصهيونية، هو الحرب العالمية الثالثة التي ستقوم أشد ضراوة ودمارا من كل الحروب السابقة مجتمعة، وسنعمل على إبقاء إسرائيل حيادية في هذه الحروب حتى تنجو من ويلاتها، ولكي تصبح بعدها مقراً للجان التحكيم والرقابة التي سوف يعهد إليها بالإشراف على مجموعة قضايا الشعوب الباقية بعد الحرب». 4- «ستكون هذه الحرب الثالثة بمثابة المعركة الأخيرة بالنسبة لنا، في الصراع المستمر الذي نخوضه ضد كثير من شعوب العالم ودوله على اختلافها». 5- «قد نحتاج إلى تكرار العملية المؤلمة التي قمنا بها أيام هتلر، أي تدبير بعض حوادث الاضطهاد ضد مجموعات أو أفراد من اليهود وقد نضحي ببعض اليهود في أحداث سنثيرها ونوجهها نحن من وراء الستار، كي نحصل بذلك على الحجج الكافية لاستدرار عطف ومؤازرة أوروبا وأميركا من ناحية، ولتبرير المحاكمات التي سنجريها بعد الحرب من ناحية أخرى، ولو كلف الأمر التضحية ببضعة آلاف من أفراد طائفتنا، فنحن لا نأبه بالتضحية في سبيل هدفنا النهائي، أي السيطرة على العالم».