خطأ، على مستويات كثيرة، ما قاله الرئيس دونالد ترامب بشأن احتمال توجهه بسرعة إلى مدرسة باركلاند في فلوريدا ليوقف إطلاق النار هناك. إنه لأمر مزعج وغريب وغير متسق مع ما نعرفه عن النهج العام لترامب في الحياة. وأحدث تعليقات ترامب يجب الاستهزاء بها والسخرية منها ويجب أن تتسبب في إضعاف الدعم له. أليس هذا صحيحا؟ لكن حسناً، بعد أكثر من مرور عام على ترامب في المنصب، هناك عدد من «الجمهوريين» أكبر مما قد يعتقد المرء يتفقون مع ترامب أو على الأقل يقولون: إننا لا نعرف ربما كان سيتدخل لمنع وقف إطلاق نار أو حريق مبنى. لكن عدم ملاءمة ما قاله ترامب واضح. لكنني في غالب الأحوال مخطئ بشأن رد الفعل وسط «الجمهوريين» والعواقب السياسية. واتساءل: هل سأجن؟ فربما يصيب ترامب الجميع بالجنون. و«الديمقراطيون» فقدوا صوابهم وكثير من «الجمهوريين» يشعرون بصدمة شديدة. وكل يوم تقريباً هناك تعليق ما متنافر أو كشف من الرئيس يتجاوز أو على الأقل يجب أن يتجاوز المقبول. لكن حين أجد شيئاً مما قاله أو فعله الرئيس لا يمكن تسويغه أو على الأقل غير ملائم أو غير رئاسي، يرد كثيرون في معسكري المحافظ بالقول إنني لست ملماً بالأمر ولم استوعب. لكنهم لم يشرحوا قط ما الذي لم استوعبه. واعترف أن نمط ترامب في قول أو فعل شيء غريب، وشعوري بأنني مخطئ بشأن العواقب له تأثير مروع على شعوري بالصفاء الذهني. ورد فعلي بطيء ولدي شك شخصي أكبر. ومصطلح «التشكيك في النفس» أصبح تقليعة رائجة هذه الأيام. وتقول ستيفاني ساركيس إن «التشكيك في النفس» هو تكتيك يجعل فيه شخص ما أو كيان ما الضحية تتشكك في واقعها، كي يكسب المزيد من النفوذ. وهذا بالضبط ما يحدث فيما يبدو على الأقل للجمهوريين. فحين يقول ترامب شيئا ما مثيرا للسخرية أو تظهر مزاعم مثيرة للغضب أو مدمرة بشدة ضده مثل أنه كان سيهرع إلى المدرسة في باركلاند دون مسدس ليوقف إطلاق النار، فإنني اتوقف وأفكر في احتمال انني مخطئ. والأسوأ من هذا أن ترامب يؤكد ما يقوله أو يفعله. وفي ظاهرة ترامب، قبل أن تُحدثَ أي تغريدة التأثير الكامل لها تظهر تغريدة جديدة تغطي على السابقة. والنتيجة تتمثل في أن «الجمهوريين» الصالحين لا يعرفون كيفية فهم ما يحدث. وفقد «الديمقراطيون» ببساطة صوابهم. وهم حلفاؤهم في وسائل الإعلام يساوون بين أعمال القرصنة الروسية في العالم الرقمي وبين هجمات الحادي عشر من سبتمبر ويقولون إن خطة الضرائب «الجمهورية» ستقتل الآلاف! وكلما تمادى ترامب في تصرفاته كلما شعرتُ بأن «الجمهوريين» أصبحوا شبه ضحايا لـ «متلازمة ستوكهولم» وفيها يشعر المرء بالثقة أو الود تجاه آسريه في حالات الخطف أو احتجاز الرهائن. وتعلم كثير من «الجمهوريين» أن يحبوا ويقبلوا الرئيس رغم سلبياته الواضحة. فقد أيد ترامب في نهاية المطاف إصلاح الضرائب وغير بعض التشريعات وعين قضاة محافظين. لكن لا شيء من هذا بسبب تغريداته. لقد كنت مخطئاً دوماً في القول إن كل تغريدة أو تعليق من ترامب سيكون المسمار الأخير في النعش لكن المسمار الأخير لم يأت بعد. *مستشار سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»