التعليم هو محور اهتمام قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة وأساس رؤيتها التنموية الشاملة، وهو صميم «الأمن الوطني» لبلادنا، كما يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو رهاننا في السنوات المقبلة. والاستثمار الأمثل هو الاستثمار في التعليم لأنه القاعدة الصلبة للانطلاق نحو مرحلة ما بعد النفط، حيث ستحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بآخر برميل نفط تصدِّره، وسوف يكون البديل، كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، برنامجاً وطنياً شاملا لتحقيق هذه الرؤية وصولاً لاقتصاد مستدام للأجيال القادمة، اقتصاد لا يكون فيه الاعتماد على النفط وتقلبات أسواق الطاقة. وحرصاً على الالتزام برؤية قيادة الدولة وصيانة للجهود التي تبذلها، نقول إن ملف التعليم يحتاج إلى خريطة تنفيذ دقيقة، إذ يتطلب تنفيذ تلك الرؤية أن يتواجد في الميدان من يفهمون التعامل مع هذا الملف بدقة متناهية. وإذ أن وزارة التربية والتعليم تريد النهوض بالتعليم وتطويره للدخول من خلاله إلى اقتصاد المعرفة، كما تحرص على تحقيق معادلة الإصلاح والتطوير في مجالها، فإن الكفاءات المواطنة هي القاعدة الأساسية لهذا التطوير وذلك الإصلاح، كما حدث في بداية عهد الدولة، والتي نراها اليوم تبتعث سنوياً الكثير من الطلاب المواطنين إلى مختلف بلاد العالم لسد النقص في التخصصات التي تتطلبها استراتيجية التنمية الشاملة. وجامعاتنا وكلياتنا الحكومية بها الكثير من الكفاءات التي تمتلك المهارات التقنية والإبداعية المطلوبة، وهي كفاءات قادرة على معالجة مشكلات القطاع وإصلاحه من الداخل، كما يحدث في أغلب الدول التي قامت بتطوير برامج التعليم لديها. تستطيع دولة الإمارات أن تحذو حذو هذه الدول، بل وتنافسها على بلوغ المراكز الأولى في مجال التطوير التعليمي، وهذه رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي أكد في أكثر من مناسبة أن دولة الإمارات لا تقل بأي حال من الأحوال في قدراتها عن الدول المتقدمة، وهي قادرة على اللحاق بها في مختلف المجالات، بل إنها قد تفوقها في إنجازاتها من خلال التعليم الذي يعتبر المواطن القاعدة الأساسية لمنجزاته، والذي أصبح اليوم -بفضل اهتمام القيادة ورهانها على التعليم- يقود وكالة الفضاء الإماراتية ومؤسسات الذكاء الاصطناعي والكثير من المؤسسات التقنية التكنولوجية الدقيقة. نعم، نحن مجتمع نؤمن بثقافة التعايش وروح التسامح مع الآخر وبتلاقح التجارب والثقافات بين الشعوب، لكن ذلك لا يمنع أن نقول، إن أصحاب الكفاءات المواطنين أقدر على فهم مشكلات مجتمعهم ومتطلباته التعليمية من غيرهم من المختصين وخبراء التربية الأجانب.