ما يزال هناك بعض الانتخابات التمهيدية المقرر أجراؤها، لكن موسم الحملات على وشك الدخول فيما أسميه «مطحنة الصيف»، والتي تتكون في الغالب من عمليات جمع التبرعات، واستعراضات الرابع من يوليو (يوم الاستقلال الأميركي).. إلخ. ولا تعد حملات التجزئة السياسية رياضة صيفية جيدة؛ حيث سيحاول المرشحون محاربة هذا المد من اللامبالاة بكل الأمور السياسية. وبغض النظر عن هذا، وحيث إن الانتخابات التمهيدية قد شارفت على الانتهاء، فقد توصل الجمهوريون والديمقراطيون إلى اتفاق بشأن العوامل التي ستشكل الانتخابات العامة في شهر نوفمبر. ويبدو أن الديمقراطيين يخرجون من الانتخابات التمهيدية وقد أصبحوا أقوياء من الناحية المالية، لكن مرشحيهم ليسوا دائماً في أفضل أحوالهم. وهناك العديد من القادمين الجدد الليبراليين وبعض المنافسين الحاليين الذين يواجهون تحديات من اليسار، ما يجبرهم على تغيير مواقفهم التي تبنوها منذ زمن طويل والالتزام بالخط «التقدمي». شاهدوا السيناتورة «ديان فينشتاين» (ديمقراطية – كاليفورنيا) التي شعرت بأنها مضطرة إلى الانضمام إلى اليسار ومحو عقود من المواقف الوسطية. ومع ذلك، ما يزال الجمهوريون غير متأكدين من كيفية فهم ما ينبع من رئاسة دونالد ترامب. فالرئيس ترامب يؤسس سجلاً سيمتلكه الجمهوريون، في حين أن سلوكه ما يزال مثيراً للبعض، ومنهم بعض الجمهوريين الذين يريدونه أن ينجح. فأين ستتركنا هذه الدينامية في شهر نوفمبر؟ من ناحية، وكما كتب «جو سكاربورو» في صحيفة «واشنطن بوست»، الثلاثاء الماضي، فسيشير الجمهوريون إلى «التخفيضات الضريبية الهائلة التي أحدثها ترامب، والميزانية العسكرية الكبيرة، والإصلاح التنظيمي، وتدمير وكالة حماية البيئة.. والانسحاب المخطط له من اتفاقيات باريس للمناخ، وإلغاء الاتفاق النووي الإيراني، وتقويض برنامج «أوباماكير»، ونقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس، ومهاجمة الاتحادات العمالية الفيدرالية، والترويج لسياسات الهجرة المتطرفة.. كدليل على الإنجازات التي حققها منذ أن تولى المنصب حتى الآن. وعلى الجانب الآخر، من خلال حديثي مع الجمهوريين في أنحاء البلاد، لا زلت أعتقد أن أكبر مشكلة بالنسبة لترامب هي كيفية المواجهة على المستوى الإنساني. وسواء أكان يقاتل مع إحدى أسر الجنود الأميركيين، أو يرسل تغريداته اليومية المتكررة، فإن ترامب ينفِّر الكثير من الناخبين. وفيما يتجاهل بعض الجمهوريين ترامب والبعض الآخر ترك الحزب كلية، آثر آخرون اللامبالاة. وبينما نحن كذلك، اختار بعض الجمهوريين تصديق أن نوبات غضب ترامب تثير فقط الناس الذين يعتقد الكثير من ناخبي الحزب الجمهوري أنهم يستحقون إثارتهم. لكن لا ينبغي أن يوهم الجمهوريون أنفسهم: فسلوك ترامب له تأثير سلبي ودائم على السياسة حالياً، وقد يمتد لما هو أبعد من النخب التي تعيش على الساحل وطبقة المعلقين. فهل سيظل الديمقراطيون، وهم مثقلون بمجموعة من اليساريين، صامتين ويحاولون جعل ترامب يغرق الحزب الجمهوري من الداخل، أم سيتحدثون ويخاطرون بإغراق أنفسهم عندما يبدأ الخوف يصيب الناخبين من فقدان الزخم الاقتصادي الذي يتشكل الآن بدون ترامب وهؤلاء الذين يدعمونه في الكونجرس؟ إن الديمقراطيين يترشحون بدون رسالة اقتصادية، أملا في أن الحديث عن «الُمثل التقدمية» سيكون إلى حد ما مفضلاً أكثر من أي اقتصاد جيد ينتجه الجمهوريون. وقد ذكرت شبكة «سي بي إس» أن «2 من كل 3 أميركيين يعتقدون أن اقتصاد البلاد في وضع جيد، ومعظمهم يعتقد أن سياسات ترامب مسؤولة إلى حد ما عن ذلك». ومع ذلك، لا يعرف الجمهوريون كيفية البناء بعيداً عن إنجازات ترامب، بينما يبعدون أنفسهم عن بعض سلوكه. والسؤال الذي يطرحه الجمهوريون هو: كيف سيتعين على بعض المرشحين أن يكونوا صامتين أو جبناء أو اعتذاريين في تقبلهم لترامب، من دون الإضرار بأسهمهم بين ناخبيه؟ *مستشار سياسي بالبيت الأبيض في عهدي ريجان وبوش الأب ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»